إذاً، تحيي المغنية الأميركية البيضاء ميلودي غاردو أمسية وحيدة (7 تموز/ يوليو) في معبد «باخوس» ضمن برنامج «مهرجانات بعلبك الدولية» لهذا الموسم. غاردو صاحبة صوت جميل، مجبول بالحزن (الأخبار 3/9/2009) بسبب حادثة مأساوية تركت آثاراً في نفسها وجسدها، لكنها كانت الدافع الأول لتتحوّل من هاوية في مجال الموسيقى إلى مغنية محترفة، تكتب الأغاني وتلحّنها وتؤديها وتشارك في تنفيذها الموسيقي. في أحد الأيام المشؤومة، صدمتها سيارة بينما كانت تتنزه على دراجتها الهوائية، فتُرِكَت تنزف في الشارع إلى أن ترأف بها أحد المارّة وأقلّها إلى المستشفى، حيث خرجت متعافية جزئياً بعد سنة، إذ تسبب لها الحادث في مشاكل في الذاكرة وحساسية مفرطة تجاه الأضواء والأصوات. لهذا السبب، ترتدي بشكل دائم نظارات داكنة اللون. أثناء مكوثها في المستشفى، وبفضل إلمامها أساساً بالموسيقى (تابعت دروساً في العزف على البيانو في صغرها)، بدأت تكتب الأغاني وتلحّنها (كما تعلّمت العزف على الغيتار بسبب فقدانها القدرة على الجلوس لعزف البيانو)، فخرجت وفي جعبتها مجموعة من العناوين التي أصدرتها لاحقاً، إضافة إلى أنها اعتبرت أنّ ذلك ساعدها في التماثل إلى الشفاء، ما دفعها لاحقاً إلى العمل على برامج علاج من خلال الموسيقى.
تحيي المغنية الأميركية أمسية وحيدة في معبد «باخوس» في 7 تموز
بعد التجارب الأولى، التي تردّدت في نشرها أصلاً، وقّعت عقداً مع Verve لتصدر باكورتها بعنوان Worrisome Heart (2006)، تلاها My One and Only Thrill (2009) الذي حوى أجمل أعمالها الخاصة (كتبت معظم أغانيه ولحنتها، وشارك في إعداده موسيقيون مرموقون مثل لادي كلاين وفينس مندوزا)، في حين لم يحقق ألبوماها اللاحقان The Absence وCurrency of Man النجاح المرجو. طغى على معظم أغاني غاردو الجو الهادئ، والحزين أحياناً، ووُفِّقَت في وضع نصوص صادقة وألحان مميزة، في حين عانت بعض الأعمال من الرتابة أو حتى التكرار نسبة لأغنيات لها أو لأخرى من الريبرتوار الشبيه بنمطها. أما أمسيتها المرتقبة، فستتمحور حول أبرز أغانيها وليس حول ألبومها الأخير حصراً، وقد تدرج كلاسيكيات جاز أو غيره… في انتظار زميلاتها في السنوات المقبلة أمثال ليزا إيكدال وجاين مونهايت وسارا ماكينزي وستايسي كنت وغيرهن.