في الأمسية الأولى من الدورة السابعة عشر لمهرجانات صور والجنوب الدولية ليل أمس، بدا كل شيء جديداً في الموقع الجديد في باحة قلعة الشقيف الأمامية. الطريق التي تمر بين الأحياء السكنية في بلدتي أرنون ويحمر، عبّدت حديثاً ووضعت على جانبيها علامات فوسفورية لسلامة المرور ليلاً. للمرة الأولى، استعانت اللجنة الدولية للمهرجانات بشركة متخصصة لتولي التنظيم. على بعد مئات الأمتار من القلعة، استحدثت مواقف لسيارات الزوار الذين انتظرتهم حافلات توصلهم إلى موقع الحفلات. منصة الجمهور المرتفعة علقت على دعائم حديدية وبدت طائرة تمسك بطرفيها بلدات مرجعيون، وصولاً إلى جبل الشيخ وبلدات النبطية وصولاً إلى الساحل. أما المسرح فبدا شرفة من شرفات القلعة التي تحولت إلى خلفية متصلة.الشركة المنظمة ICE أنتجت شريطاً تسجيلياً ثلاثي الأبعاد يحكي تاريخ القلعة التي بدأ بناؤها في عهد الفينيقيين والرومان واستكملت في عهد الصليبيين. مشهدية تاريخية بالصوت والصورة والأضواء الباهرة استعرضت الحضارات والغزوات التي شهدتها وصولاً إلى الإحتلال الإسرائيلي. النهاية السعيدة للمشهدية كانت مع تحرير القلعة عند تحرير الجنوب عام 2000. العلم اللبناني غطى معالمها بالتزامن مع إطلاق المفرقعات النارية.
بهجة التحرير وإعادة ترميم القلعة بعد القصف الإسرائيلي في عدوان تموز 2006، استكملها الموسيقي غي مانوكيان في مروره الأول في النبطية بعد مرورين متتاليين في العامين الماضيين ضمن مهرجانات صيدا الدولية. حيا مانوكيان «اهل الجنوب بذكرى الحرية والإستقلال»، شاكراً اللجنة التي وفرت له فرصة الوصول للمرة الأولى إلى الحدود الجنوبية. «هؤلاء هم أهل الجنوب يعشقون الحياة ويستاهلون العيش بعزة وفخر لأن تاريخهم تاريخ حرية وانتصارات» قال مانوكيان. على مدى ساعتين ونصف الساعة، برع في العزف على البيانو مع فرقته الموسيقية والكورال الغنائي بقيادة المايسترو إيلي العليا. أمام حوالي 2500 شخص ملأوا المدرجات، قدم مقطوعات من تأليفه منها معزوفة على البيانو عزفها للمرة الأولى مهداة إلى طفلته كارا. تنقل مانوكيان بالجمهور بين موسيقى الشعوب. من أعمال الرحابنة كسهر الليالي ونسم علينا الهوى إلى رائعة الموسيقار بليغ حمدي ألف ليلة وليلة لأم كلثوم وصولاً إلى التراث العراقي (مالي شغل بالسوق) والتراث الجزائري (يا رايح و زينة) والتراث المصري (طلعت يا محلا نورها) لسيد درويش. لكنه خص زكي ناصيف بأكثر من أغنية من «عاشقة الورد» و«نقيلك أحلى زهرة» إلى «راجع يتعمر لبنان» التي ختم بها حفله. وتميز بمقطوعة جمع بها بين البيانو وإيقاعات الطبلة والطبل والمزمار. ومن ضمن البرنامج، قدم مانوكيان معزوفة اغنية «آموش» من التراث الأرمني.
ضمن مانوكيان امسيته بفقرتين، الأولى وصلة غنائية لعضو فرقة «جيبسي كينغ» ماريو رييس الذي قدم أغنيات لاتينية برفقة مانوكيان وفرقته. والثانية، لوحة كلاسيكية راقصة قدمها الراقصان البريطانيان روبين وأليسيا اللذان لييا دعوة مانوكيان للمشاركة في الحفل والرقص على اغنية «حلوة يا بلدي» لداليدا.
ليل غد السبت، يستكمل المهرجان فعالياته مع الفنان التونسي لطفي بوشناق الذي يشارك للمرة الثانية في مهرجانات صور والجنوب. ثم تستكمل الفعاليات يوم الجمعة المقبل مع عاصي الحلاني والسبت مع السوبرانو الأوكرانية ىرينا دومسكي. ويختتم المهرجان في 5 آب مع ليلة الشعر العربي. وكان حفل الإفتتاح حضرته رئيسة اللجنة رندة بري وعدد من الوزراء والنواب.