رياضات بحرية | لمحبّي الرّياضات الميكانيكية في لبنان منافذ عدّة يكاد يكون البحر أبرزها. صحيح أنها قد تكون وصلت متأخرة إلى شواطئنا، لكنّها لاقت رواجاً كبيراً، حتّى بات يصعب ارتياد شاطئ من دون أن ترى عليه هواة يركبون الدراجات المائية Jet ski ويجوبون المياه طولاً وعرضاً، مستعرضين بهلوانيّات أو خائضين سباقات غالباً ما تتوّجُ بسقطات تُضحِكُ ضحاياها قبل المشاهدين.
الأمر الذي سهّل تمرّس البعض بركوب هذه الدّراجات هو توفُّرِها في معظم المسابح المنتشرة على الخط الساحلي من أقاصي الجنوب حتّى آخر نقطة شمالاً. وقد أضافت أسعار إيجارها المنخفضة نسبيّاً، التي قد تصل إلى 180 دولاراً في الساعة حافزاً لانتشار هذه الرياضة بين روّاد البحر. فمنهم من يقودها رغبةً بنشوة مرتبطة بالسرعة، ومنهم من ينفّس فيها ضغوط الحياة ورتابتها.
ساهمت هذه الدراجات في التّرويج للقوارب السريعة التي يلجأ إليها محبّو السرعات الجنونيّة الذين لا تشبع شغفهم بالسرعة الدرّاجات المائية. هذه القوارب السريعة وقف بينها وبين هواتها في الماضي عائق وحيد، ألا وهو ثمن التذاكر المرتفع. ولكنّها أمست اليوم في متناول الشريحة الأكبر من روّاد البحر إذ أُضيفت القوارب الكبيرة إلى لائحة الخدمات والتي تتسع لعدد أكبر من الركّاب تُشارف ثلاثة وعشرين راكباً (50 دولاراً للشخص/ الساعة)، أمّا الصغيرُ منها فيتّسع لستّة أشخاص (250 دولاراً/ الساعة) جاعلاً منها الحلّ الأمثل لمجموعة صغيرة تبحث عن الإثارة، التي يتكفّل بتأمينها رُبّان مُتمرّس يُحسن الاستدارة والالتفاف بسرعةٍ كبيرة.
القوارب ليست حكراً على محبّي السرعة، إنّما هي أيضاً متنفس للذين يبحثون عن صفاءٍ وهدوء من الصعب الاستمتاع بهما في أيّ مكان آخر وهذا الأمر يكون من خلال الـpara-sailing. هذا النّشاط عبارة عن مظلّة يقطرها قارب وتسمح لراكبها برؤية البحر ومخلوقاته كالسلاحف والأسماك حتّى الدّلافين التي تتراقص في زرقة الأعماق. كلّ هذا يستمتع به راكب المظلّة من على علوٍّ شاهق. وبفضل التحديثات التي أضيفت لهذه الرحلات بات باستطاعة مجموعة من شخصين أو ثلاثة القيام بهذه المغامرة معاً. وتتراوح أسعار الرحلات من 80 دولاراً للشخص الواحد إلى 150 دولارًا للشخصين و200 دولار لثلاثة أشخاص.
أمّا الذين لا يرغبون بالابتعاد عن المياه، فيمكنهم اللجوء إلى المقطورات، وهي عبارة عن أشكال مختلفة مصنوعة من النيلون الشديد الاحتمال، تُسحَبُ من وراء القارب وتأتي بأشكال عدّة، منها «الموزة» التي تحمل ما يُقارب الستة أشخاص ومقطورة «الدونات» لشخص أو شخصين (20 دولاراً في الساعة). وتكمُنُ متعة الرّاكبين في السقطات والقفزات التي تسببها الأمواج الناتجة عن حركة المركب.
كما تؤمن بعض المرافق السياحية خدمات تعليمية لمحبّي رياضة التزلّج على الماء. هذه الرياضة التي شهدت انتشاراً واسعاً في سبعينيات القرن الماضي عادت لتنافس المقطورات كونها تسمح لممارسيها بالقيام بحركات كالقفز والاستدارة بحريّة أكبر دون الخوف من التعرض للأذى.
هذه الرياضة ليست سهلة، وتتطلب مجهوداً وخبرةً قد يوفّرهما مدرّبٌ بكلفة تصل إلى الـ 160 دولاراً في الساعة.