أشعل سيجارته الأخيرة، وراح يبحث في ركوة القهوة عن بعض البقايا بعد أن شرب ما فيها حتى آخر قطرة، فليله كان طويلاً جداً، بعد أن حرمه التفكير لذة النوم، حيث جفاه النعاس كما تجافيه الحياة في كل مرة يذهب...
فقد تجمّلنا لك بما هو متوافر لدينا من ثياب كنا قد ادخرناها لأعيادنا، وطفنا بين ركام بيوتنا لنبحث لك عن باقة ورد برية قد تكون نبتت بعد تسع سنوات عجاف، استطاعت أن تكافح للخروج من تحت الركام. فاعذرنا...
من المفروض ما أن يسمع الشخص باسم "جواز السفر" حتى يخطر بباله البلدان التي يريد التوجه إليها إما لمتعة السياحة أو لأغراض لها علاقة بفرص العمل والعلم. لكن بالنسبة لنا نحن الفلسطينيين، صار جواز السفر...
هزتني تلك الصورة، حطمتني، زلزلت كياني. لم استفق من الصدمة بعد سيل الشتائم الّا على صوت زوجتي وهي تهزني وصوتها يصيح بي "شو مالك يا زلمي؟ شو في؟ ليش عم تسب هيك شو صاير"؟ لم التفت اليها وبقيت صامتا،...
تخجل أن تكتب دفاعاً عن ... غسان كنفاني! ولمجرد أن تفكر في الدفاع عنه، تشعرك الفكرة بالخزي والعار، ويصيبك الإحباط من الدرك الذي وصلنا إليه. كنا نستحي من غسان حين نحتفي به، قلنا مراراً إن فكره وأدبه،...
لم تكن طفولتي كما طفولة بقية الأطفال لعباً ولهواً وفرحاً وخلوّ بال. كنت لم أتجاوز الثالثة عشرة من عمري بعد، لكني كبرت قبل أن أكبر وهرمت قبل أن أهرم .لا أعرف سبباً لذلك في الحقيقة، إلا أنه لم تكن...
كنت أعتقد أن سهرة كهذه، من شأنها أن تعيد لنا ماضياً افتقدناه في بيوتنا منذ زمن بعيد. ماض كان، لسبب ما، جميلاً رغم الفقر والقلة والإمكانات المتواضعة للعائله وقتها.أيامها، كان الشتاء البارد والقارس...
في أواخر الستينيات وأول السبعينيات من القرن الماضي كنت مراهقاً. كان بالقرب منا، في مخيم البارد، مقهى صغير يلعب فيه الكبار ألعاب "الشدة" للتسلية أحياناً، ومن حين إلى آخر كانوا يلعبون لعبة ما يسمونه...