غادة دندش نجارالتوصيات الجديدة الصادرة عن المؤسسة الأميركية للسكري ADA والمؤسسة الأوروبية لدراسة مرض السكري EASD تؤكد أن استخدام الأنسولين الأساسي في علاج مرضى السكري من النوع الثاني ضروري، وهو الأكثر فعالية. دراسة صدرت عن المؤسستين ونُشرت في أوروبا ونُفذت في لبنان، وشملت 523 مريضاً و80 طبيباً من كل المناطق اللبنانية، أظهرت أخيراً أن 80% من المرضى مستعدون لمباشرة أي علاج يقترحه طبيبهم، وأن الأطباء يبالغون في توقعاتهم عن رفض المرضى المباشرة بعلاج الأنسولين في وقت مبكر بعد تشخيص إصابتهم بمرض السكري. وقد شملت الدراسة مستويين من التحقيقات مع المرضى والأطباء، حيث تناولت أولاً مرض السكري بذاته. واتضح أن معظم المرضى لا يدركون مدى خطورة السكري، ويرون أن ما يقومون به من إجراءات وما يتناولونه من دواء كافٍ، وذلك على خلاف الأطباء المتابعين لحالاتهم. من جهة ثانية، يرغب معظم المرضى باستشارات ولقاءات أكثر مع أطبائهم أو اختصاصيين يمكنهم الإجابة عن أسئلتهم بشأن حالتهم وبشأن أحدث العلاجات المتوافرة.
أما في المستوى الثاني، فقد أظهرت الدراسة أن المرضى يبدون تجاوباً معنوياً مع العلاج بالأنسولين، عكس ما يتوقعه الأطباء، وأن من يتناولون الأنسولين يركّزون على فوائد ذلك لا على السلبيات، ويؤكدون تحسّن حالتهم الصحية، وأن الجوانب السلبية لتعاطي الأنسولين مضخمة من معظم الأطباء. إن هذه الدراسة تهدف، بالإضافة إلى تقييم مفهوم العلاج بالأنسولين لدى الأطباء والمرضى، إلى تقليص التباين بين الأطباء والمرضى في فهم مرض السكري وفي فهم حاجات المريض للاستشارة والمتابعة والقدرة على المراقبة الذاتية واكتساب المهارات التي تسهّل تأقلمه مع مرضه.