دعاء سبلينيمنذ سنوات، يخضع الراغبون بالزواج في لبنان لفحوص مخبرية تُعرف بـ«فحوص قبل الزواج»، لكنّ كثيرين منهم لا يعلمون أنها ليست كافية، فيُفاجأون بطفل مصاب بمرض التلاسيميا (فقر الدم الوراثي). «فحص الترحيل الكهربائي (Hemoglobin Electrophoresis) ضروري، إضافة إلى فحوص ما قبل الزواج»، هذا ما أكدته الدكتورة سوزان كوسا، طبيبة مشرفة في مركز الرعاية الدائمة للعناية بالمصابين بالتلاسيميا والسكري. ولفتت إلى أن هذا الفحص يُظهر، بدقة عالية، إذا ما كان الخاضع له مصاباً بالتلاسيميا، وتكون نسبة الخطأ واحداً أو اثنين في المئة، عندها يُجرى فحص الجينات الذي يعطي نتيجة أكيدة.
ترد كوسا سبب الخطأ في فحوص ما قبل الزواج إلى فحص الـ CBC الذي يظهر حجم كريات الدم الحمراء (MCV). إذا كان حجم هذه الكريات صغيراً، يكون الشخص سليماً مع احتمال إصابته بالتلاسيميا. وهنا يبرز الخطأ، لأن هناك نوعاً من التلاسيميا يُسمى التلاسيميا الصغرى أو سمة التلاسيميا، حيث يكون حجم كريات الدم الحمراء كبيراً.
وتتابع كوسا قائلة: «لا يمكن رجلاً وامرأة أن يتزوجا إذا أظهر فحص الترحيل الكهربائي إصابتهما بالتلاسيميا الصغرى، فإن احتمال تعرض أولادهما للتلاسيميا الكبرى يبلغ نسبة 25 في المئة، وهناك احتمال بنسبة 50 في المئة لأن يُصاب الأولاد بالتلاسيميا الصغرى». إن كان لهذا الفحص أهمية بالغة توازي غيره من فحوص ما قبل الزواج، ومن هنا كان سؤال كوسى، فـ«لماذا لا يكون هذا الفحص إلزامياً؟»، وهنا تذكّر بأنه يساعد في تقليص نسبة الإصابة بالتلاسيميا.