![](/sites/default/files/old/images/p23_20090224_pic1.jpg)
تتضّمن الوقاية الأولية مجموعة من التدابير الحياتية والغذائية كالامتناع عن التدخين الذي يُعتبر من أهم مسبّبات سرطنات الرئة والفم والحنجرة والمثانة والبنكرياس، والذي يطال أذاه المدخّنين السلبيين أيضاً، أي الذين يكونون في المكان نفسه مع المدخّن، والتقليص من وقت التعرض للشمس مع تجنّب التعرض إليها بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة بعد الظهر، وضرورة استخدام المراهم الواقية كل نصف ساعة! كذلك ضرورة مزاولة التمارين الرياضية خمس مرّات في الأسبوع لمدّة نصف ساعة على الأقل، والتقليص من تناول الكحول أو الامتناع عنه، وهو قد تؤدي إلى سرطان المعدة أو الأمعاء أو الكبد. أما دمج الكحول مع التدخين فيرفع احتمال الإصابة بسرطان العنق والرأس. ضرورة الحفاظ على الوزن المثالي واستبدال الدهون المضرّة بالدهون المفيدة مثل زيت الزيتون وزيت الجوز وزيت البندق وزيت السمك على أنواعه. وضرورة تناول من خمس إلى تسع حصص من الخضار والفاكهة يومياً. وتناول 25 غراماً من الألياف في اليوم، وتجنّب المأكولات المعلّبة التي تحتوي على مواد حافظة بالكامل. أمّا الوقاية الثانوية فتتحدّث عن ضرورة اعتماد الفحوص الطّبية الدورية المتوافرة مثل «فحص الزجاجة» أي فحص عنق الرحم وفحص الثدي والفحص الشخصي الذي تستطيع السيّدة القيام به بنفسها أو مع طبيبها النسائي من أجل تبيّن وجود أي تغيّرات في الثدي ومحيطه، وكذلك فحص الـ PSA الذي يجب أن يعتمده الرجال بعد سنّ الخمسين بحسب الدكتور نصر من أجل الكشف عن احتمال الإصابة بسرطان البروستات. ومن ضمن تدابير الوقاية الثانوية من السرطان، تبرز ضرورة معرفة التاريخ العائلي لهذا المرض من أجل فهم نسبة التعرّض لدى الشخص، إذ إن بعض السرطانات وراثية إلى حدٍّ كبير. وفي ختام الندوة تحدّث الدكتور كلّاب عن البعد الاجتماعي والثقافي لهذا المرض الذي في الكثير من الأحيان يقف، أي البعد المذكور، في وجه اعتماد أساليب الوقاية المذكورة آنفاً بالرغم من انتشار المعرفة بها في مختلف الأوساط. وقد أولى العميد كلّاب أهمية كبيرة إلى دور الشباب المتعلّم في اعتماد نهج صحيّ في الحياة على المستوى الشخصي، وبالتأثير على المحيط القريب والبعيد من حوله من أجل اعتماد هذا النهج. وتطرّق كلّاب في كلمته إلى ضرورة إدراك أن السرطان ليس لعنة ماورائية كما هو سائد في عمق تفكير معظمنا، بل هو مرض كباقي الأمراض من الممكن الوقاية منه إلى حدٍّ كبير وفعّال باعتماد بعض الإجراءات والتدابير الحياتية والغذائية والطبّية، وبالابتعاد عن العادات التي تساهم في رفع احتمال الإصابة بأحد أنواعه.