اعتصم أمس أهالي تلامذة الليسيه فردان، احتجاجاً على زيادة 27.5% على الأقساط. الأهالي لجأوا إلى وزارة التربية للوساطة، والإدارة أعلنت أن لا عودة عن القرار الذي برّرته أمام لجنة الأهل
فاتن الحاج
لا يجد محمود رمال، وهو أب لثلاثة أولاد في الليسيه فردان، تفسيراً للزيادة «التعسفية» الطارئة هذا العام. يرفض رمال دفع ثلاثة ملايين و500 ألف ليرة إضافية عن العام الماضي للمساهمة في تسديد ملياري ليرة نتجت من زيادة 200 ألف ليرة على رواتب نحو 250 معلماً وموظفاً والمفعول الرجعي لها. يسأل: «هل علينا أن نسدّ عجز المدرسة في سنة واحدة؟ ماذا لو قُسّمت المبالغ على ثلاث سنوات؟». يقول: «لسنا ضد الزيادة بالمطلق، لكنها المدرسة الوحيدة التي رفعت أقساطها بهذا الشكل. فالنسبة في مثيلاتها من المدارس لم تتجاوز 17%». ويستدرك: «هنا لا خدمات فوق العادة، فالطلاب ينتظرون في الشارع لغياب وسائل النقل الخاصة بالمدرسة، والأهالي يدفعون كلفة كل نشاط إضافي». يبحث الأهالي عن حلول موضوعية عبر إدارة حكيمة للموازنة، و«خصوصاً أننا نبذل جهداً كبيراً لنبقى على تواصل مع الثقافة واللغة الفرنسيتين». هنا يعلّق والد أحد التلامذة: «لا نعرف كيف ذهبت الموازنة في هاتين السنتين إلى وزارة التربية قبل أن تحظى بموافقة مجلس الأهل».
رمال شارك أمس في الاعتصام الذي نفذه الأهالي أمام المدرسة رفضاً لزيادة مليون و80 ألف ليرة على أقساط الروضات والمرحلة الابتدائية، ومليون و350 ألف ليرة على المرحلتين المتوسطة والثانوية. المعتصمون رفعوا لافتات بالفرنسية والعربية نددت بالزيادة العشوائية على الأقساط. ومما جاء في إحدى اللافتات: «تلاميذ الليسيه فردان اختاروا اللغة الفرنسية حبّاً بها وعشقاً لجمال آدابها، والبعثة الفرنسية تكافئهم بسلخ جلودهم وزيادة أقساطهم المدرسية بشكل جنوني».
أما رئيس لجنة الأهل محمود همدر فأكد «أننا لن نسمح بأن تفقد المدرسة هويتها الاجتماعية، فتبعد أبناء الطبقة المتوسطة»، واصفاً الزيادة بالوهمية وغير المبررة. كما دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى أن ينفّذ ما تعهّد به في قصر بعبدا من تقديم الدعم للمدارس التي تطبّق المنهج الفرنسي. وقال: «أين وعدك أيها الرئيس، فهل تلبننت؟».
همدر لم يخف استياء الأهالي من بؤس الأبنية وغياب الإصلاحات، فلا ملاعب ولا مسارح، مؤكداً «أننا سنحاور المسؤولين لنحفظ حقوق الموظفين ولا نرهق الأهالي».
عندها سار المعتصمون باتجاه وزارة التربية والتعليم العالي في الأونيسكو، والتقى وفد منهم رئيس مصلحة التعليم الخاص عماد الأشقر الذي وعد بتدخّل وزارة التربية والتعليم العالي وسيطاً بين الأهالي والمدرسة، سعياً وراء تسوية تجنّب لجوء الأهالي إلى الادّعاء لدى مجلس التحكيم التربوي. لكنّ المدير اللبناني للمدرسة بسام شاهين استخفّ، في اتصال مع «الأخبار»، بالتحرّك، إذ لم يحتجّ أكثر من 50 شخصاً من أصل 1500 عائلة تحتضنها الليسيه فردان. وأوضح «أننا برّرنا الزيادة أمام رئاسة لجنة الأهل بعد الكلفة التي رتّبتها زيادة الرواتب والأجور». وعن التفاوت بين هذه الزيادة والزيادات الأخرى في المدارس المماثلة، قال: «كل مدرسة لها ظروفها، ونحن نريد أن نحافظ على سياستنا التربوية باعتماد الصفوف النموذجية».


دعا رئيس لجنة الأهل في المدرسة محمود همدر الأهالي المعتصمين إلى عدم تسديد القسط قبل 11 آذار المقبل، موعد انعقاد الجمعية العمومية المقبلة للجنة التي ستقرر نتائج التحرك الديموقراطي السلمي.