كارين عبد النور زيادةاعتناء المرأة بجسدها يختلف ما بين سنّ الثلاثين والأربعين والخمسين.
في البداية، لا بدّ للمرأة أن تتعلم كيف تحب جسدها، وتعرف الوسائل التي تساعدها على تحقيق ذلك. بعض النساء يلجأن إلى العناية التجميلية والتركيبات المتملّقة كي يزيننّ أجسادهن بسحر التألّق والجمال، فيما تعتمد أخريات التمارين الرياضية الخاصة بشدّ عضلات الوجه والجسد، ويُعدن تركيب علاماتهن المتميزة وبناءها من خلال تمارين موجّهة من اختصاصيين في هذا المجال. وفي كلتا الحالين، على المرأة أن تدرك أن الاهتمام بالجسد ليس واجباً، بل لذة وراحة نفسية يجب أن تشعر بهما.
مجلة Psychologies الفرنسية خصّصت ملفاً لهذا الموضوع، وفي هذا الإطار تقول إيزابيل ترومبرت، مديرة مدرسة bien etre للتدليك في سانت إتيان: «لا يمكننا أن نهمل الإحساس الحميمي الذي يجب أن تعيشه المرأة. فاللّمس الخفيف، والمداعبة، والاحتكاك بالجسد، جميعها وسائل ضرورية تسمح للسيدة بأن تكون على علاقة مميزة مع ذاتها، وذلك من خلال مزيج متنوّع من أحاسيس مختلفة، غالباً ما تنعكس على نفسيتها».
بدورها، تؤكد محلّلة النفس ماريز فايان، أنّ مجرد مسح المرأة جسدها ببعض المرطّبات بنعومة متميزة، كذلك شعورها بالاحتكاك الدافئ ليديها على كامل جسدها، يمثّلان إحساساً مريحاً ومهدئاً. فالتدليك يعدّ وسيلة بالغة الأهمية لإعادة الإلفة مع ذاتها.
ولكن كيف ينعكس اهتمام المرأة بذاتها على علاقتها بالآخرين؟
لكي نهتمّ بذواتنا يجب أن نتعلّم كيفية توفير الوقت، وتأمين مساحة كافية من العوامل التي تساعدنا على التركيز والعناية. ولكن هل يعدّ هذا وجهاً من أوجه الغرور؟ تنفي فايان ذلك نفياً قاطعاً، إذ بحسب رأيها، أن نهتم بذواتنا معناه أن نتذكر أننا لسنا فقط أمهات وزوجات وربّات منازل، بل أشخاص طبيعيّون لديهم متطلّباتهم ورغباتهم.
من ناحية أخرى، تقول فرانسواز ريفييه، وهي مستشارة في العلاقات الإنسانية إنّ الاهتمام بالذات يعدّ إعراباً عن قدرتنا على الانفتاح.
«أن نأخذ وقتنا هو أن نتعلّم كيف نتعرّف إلى أنفسنا أكثر فأكثر. حين نبتعد عن الأنا ونصبح أقل ارتباكاً بها، حينها ننفتح على العالم، ونصبح أكثر قدرة على الاهتمام بالآخر». هذا ما تقوله ساندرا، (27 سنة، مضيفة استقبال). إذ إنه حين نكون على اتفاق مع ذواتنا، نشعر ببعض الثقة، وهي وسيلة أساسية لبناء علاقة مع الآخر. إن مجرد أن تستيقظ المرأة صباحاً وتضع بعض المساحيق المعطّرة على وجهها، وكامل جسدها وتقوم بالتدليك المناسب، يمنحها شعوراً بأنها أجمل وأروع، مما ينعكس إيجاباً على علاقتها بالعالم الخارجي وتعاملها معه.


المساحيق مكمّلات

الوقت الذي تخصّصه المرأة كي تدلّك بشرتها بعناية مرهفة يُظهر رغبة مخفيّة في أن تنحت الصورة الأفضل لها: بشرة أكثر نضارة وحيوية، إطلالة مشرقة متجدّدة، هكذا تصبح المساحيق مجرد وسيلة لتحسين الجمال


سلوكيات يومية

اختيار المرأة لمسحوق يناسب ذوقها، معطّر أو بدون رائحة، ثم قيامها بدهنه بنعومة بأناملها، هما سلوك يقوّي درجة تقدير السيدة لنفسها، ولكن من الضروري التذكير بأن حب النفس هو الطريقة المثلى كي تبقى المرأة متألقة