هيثم عبد الكريم شحرورها قد انتهت حروب الأوتار الصوتية والمذهبية والطائفية، وحرب المليارين ضد قوى سياسية معينة بعدما حُوّل صندوق الاقتراع إلى قجة على طريقة «جوّع ناخبك، بتطلّع نائبك». فلا تفتشوا عن أسباب الفوز في صناديق الانتخاب بين الأوراق البيضاء والأوراق الملونة، وحدها الأوراق الخضراء هي التي تصنع نواب.
إنّها السيولة والعمولة في ثقافة الديموقراطية لا الديموقراطية، وأتمنى على السياسيين والإعلاميين وأعضاء الماكينات الانتخابية قراءة كتاب: «أفضل ديمواقرطية يستطيع المال شراءها» لمؤلفه غريغ بالاست عام 2004 الذي يتناول فيه دور الأساليب الخادعة والشركات الكبرى والمتمولين أثناء فترة الانتخابات الأميركية في عهد جورج بوش الابن.
لقد تحدث البطريرك صفير عن تغيير وجه لبنان، ففي ميثاق 1943 كُتب أن لبنان ذو وجه عربي، وفي دستور الطائف كُتب «لبنان عربي الهوية والانتماء»، وفي الدورات الانتخابية لأعوام 1992 و1996 و2000 لم يتغير وجه لبنان بالرغم من أن غبطة البطريرك دعا إلى مقاطعتها، ولا أعتقد أن دورة 2009 تستطيع أن تغير وجه لبنان إلا إذا حدث التوطين.
إن نهائية الكيان لا تقوم على الثقافة الإلغائية لأي مكوّن، وإن لبنان للجميع وليس
للمجموع.