عمر نشابة«أبي اغتاله نظام كان صديقاً سابقاً لنا» قال النائب سعد الحريري في 13 كانون الثاني 2006. الزعيم الشاب كُلِّف أخيراً رئاسة الحكومة، وهو يستعدّ لزيارة العاصمة السورية دمشق قريباً. ويبدو أنه تغيّر كثيراً. إذ لم يكن هذا التصريح وحيداً في نسف قرينة البراءة عبر إدانة جهة معينة بجرائم الاغتيال قبل اكتمال التحقيق وصدور القرار القضائي. ففي 22 تشرين الثاني 2006 قطع الحريري مؤتمره الصحافي ليعلن نبأ اغتيال «العريس الوزير بيار أمين الجميل»، وقال: «الذي يعدون به ينفذونه، ويريدون أن يقتلوا كل واحد منا واستئناف مسلسل الاغتيالات الذي وعدوا به». وأكد يومها أنه «لم يعد هناك من شيء لكي نتكلم مع هذا النظام القاتل، وهناك المحكمة الدولية بيننا». وفي مداخلة أدلى بها إلى قناة الـ«سي.إن.إن» الأميركية قال: «إننا نعتقد أن أيدي سوريا موجودة في هذه الجريمة لأنه خلال أيام كانت ستعقد جولة ثانية بشأن المحكمة الدولية التي تحاول سوريا دائماً التملص منها». وفي 22 كانون الأول 2005 أعلن أن «لبنان يتعرّض لحرب يشنّها عليه النظام في سوريا لتغيير النظام الديموقراطي فيه».
وكان الحريري قد توجه إلى الشعب السوري في 18 آب 2006 قائلاً: «أنتم الشعب المظلوم الممنوع من التعبير والمقاومة، من حزنكم على رؤية النظام في سوريا الذي يعيش على تزوير إرادتكم، يوزع اتهامات الخيانة ويطلق أحكام الإعدام السياسي في حق من جاء بهم الشعب في انتخابات ديموقراطية حرة، وهو من يمسك بزمام الحكم بقوة السجون والإرهاب والاستئثار بالسلطة، إننا نشعر بالحزن العارم ويزداد الحزن عندما ينبري رئيس سوريا للتفريط بوحدة لبنان في هذا الشكل السافر». وجاء كلامه في معرض الردّ على «خطاب نكران الجميل للعرب وخطاب التحريض على الفتنة في لبنان» (بحسب الحريري) ألقاه الرئيس بشار الأسد في جامعة دمشق.
يبدو أن الحريري اكتشف أخيراً أن ما تلفّظ به في الماضي لم يكن مناسباً، بحيث إنه يتجاوز معايير العدالة وحسابات السياسة، وبالتالي فمن الأفضل التكتم عنه.