برج البراجنة ــ قاسم س. قاسملأن «طرفه مبلول»، ولأن اللجان الشعبية في مخيم برج البراجنة عينها عليه لكي لا يكون طرف سكان المخيم مبلولاً بمياه.. مبتذلة، فقد دقت هذه اللجان، مع اقتراب شهر أيلول، ناقوس الخطر. فالشتاء ولو بأبسط أشكاله الخريفية يعني أن مياه الصرف الصحي ستكتسح منازل اللاجئين برغم التدابير الاحتياطية. تكررت هذه المشكلة في السنوات الماضية وخصوصاً في منطقة جورة التراشحة. ما دفع الأونروا لإطلاق مشروع إعادة تأهيل البنى التحتية لمخيم برج البراجنة منتصف شهر آذار الماضي. لكن، انقضى آذار ، وجاء خلفه نيسان وأيار و..حتى يومنا هذا لم يطلق المشروع فعلياً. أما السبب؟ فـ«عدم توافر الأموال الكافية له» حسب ما قال أبو وليد العينين أمين سر اللجنة الشعبية لتحالف القوى. هكذا، أجِّل إطلاق المشروع بداية إلى ما بعد الانتخابات النيابية، ثم مرة أخرى حتى منتصف آب الجاري. وها نحن نهاية الشهر وأبناء المخيم لم يروا آليات الأونروا تحفر أرض مخيمهم كما حصل في مخيم شاتيلا، ما دفع اللجان الشعبية إلى التهديد بالتحرك.
واستباقاً لذلك، عقد أمس اجتماع في مكتب اللجنة الشعبية لمخيم برج البراجنة ــــ تحالف القوى، ضم مدير منطقة بيروت والبقاع في الأونروا محمد خالد، مدير الخدمات في المخيم بهاء الدين حسون، أمين سر اللجنة الشعبية ــــ منظمة التحرير أبو شادي أبو طاقة، وأمين سر اللجنة الشعبية ــــ تحالف القوى أبو وليد العينين. خلال الاجتماع، وبعد الحديث عن الأسباب التي أخرت إطلاق المشروع «أعلن خالد أن المبلغ المتوافر ينقص مليون دولار، ونحن بانتظار إشارة المقر العام للاتحاد الأوروبي في بروكسل للبدء بالمشروع وذلك بعد تحويل المبلغ الباقي»، كما نقل عنه أبو وليد العينين. أما المهلة المحددة لتحويل المال فقال إنها «منتصف أيلول كما أكد لنا خالد». هذه الوعود لم تعجب أبو طاقة الذي انسحب من الاجتماع معتبراً أن «الأونروا ما عم تلتزم معانا، وكل شي عم نسمعه مجرد كلام جميل ومعسول بس كلها وعود كاذبة». لذلك قررت اللجان إمهال الأونروا لمنتصف أيلول قبل أن تقوم بتحركات تصعيدية، بدءاً من الاعتصامات السلمية وصولاً لمنع سيارات الأونروا من دخول المخيم وحتى تقديم الخدمات فيه.