زحله ــ نقولا أبورجيلي «ما في حدا لا تندهي ما في حدا»، يستعين طوني خاتشو بأغنية السيدة فيروز، قبل أن يطلق شتائم على الطريقة الزحلاويّة المعروفة. خاتشو الذي يملك محلاً لتنجيد فرش السيارات، في منطقة زحله الصناعيّة، رأى أن حلّ مشكلة الحفر «لا بل الخنادق» التي تنتشر على طول مدخل زحلة الشرقي، على مسافة تمتد لمئات الأمتار، لا يمكن أن يحصل من دون مرور زعيم سياسي أو شخصيّة مهمة على هذه الطريق. يعطي الرجل مثالاً على ذلك بالقول: «لو أن جولة غبطة البطريرك صفير الذي زار المدينة منتصف الشهر الفائت، شملت هذه المنطقة، لسارع المعنيون في وزارة الأشغال أو في بلديّة زحلة إلى تزفيتها دون أي تأخير، وهذا ما قلته شخصياً لنائب رئيس بلدية زحلة جورج الهراوي»، ومن ثم يستدرك «نحن نعلم أن تعبيد هذه الطريق، يقع على عاتق وزارة الأشغال، إلا أن ذلك لا يعفي البلديّة الجديدة التي تأملنا بها خيراً، من مسؤولياتها تجاه مئات المؤسسات الصناعيّة والتجاريّة».
مشهد الطريق الصناعي لا يختلف عن بقية الطرق في المناطق الريفية، المياه الآسنة تغمر كامل مساحة الطريق من وقت إلى آخر، وتزيد من عمق الحفر واتساع رقعتها يوماً بعد يوم، وهذا ما يضع السائقين بين خيارين كلاهما مرّ، إما العبور فوق حفر أقل ضرراً على سياراتهم واجتيازها بسرعة بطيئة، وهذا بطبيعة الحال ما يسبب زحمة سير خانقة طيلة أوقات النهار، أو تجنّبهم المرور في هذه البقعة، وذلك من خلال سلوكهم طرقاً جانبيّة مع ما يتطلب ذلك من استهلاك كميات إضافيّة من المحروقات للوصول إلى وسط المدينة، ناهيك عن حوادث السير، وآخرها اصطدام إحدى السيارت بلافتة حديدية مثبتة إلى جانب الطريق، إضافةً إلى عشرات الإشكالات التي تقع بين السائقين العابرين، نتيجة التزاحم، أو جراء تطاير قطرات المياه الملوّثة على هياكل السيارات وإلى داخلها أحياناً.
الضرر لا يقتصر على العابرين، فمعظم أبناء قرى البقاع الشرقي، باتوا يفضلون العدول عن دخول المدينة، وبالتالي الذهاب إلى مناطق أخرى، بهدف التسوق أو لتصليح سياراتهم ومحركاتها الزراعيّة ومعداتها، وكل ذلك تجنباً لهدر المزيد من الوقت، وعدم تكبدهم تكاليف إضافيّة لتصليح وسائل النقل التي يستخدمونها للوصول إلى «عروس البقاع». المعلم خاتشو لم يخف نيّة جيرانه من أصحاب المحال، الذين بدأوا يدرسون إمكانيّة تأليف وفد يضمهم جميعاً، للتحرك باتجاه سرايا زحلة، وإيصال الصوت إلى وزير الأشغال العامة غازي العريضي، الذي ناشده إيلاء هذا

وعدت البلدية بحل المشكلة خلال عشرة أيام حداً أقصى
الموضوع الاهتمام اللازم، أسوةً بباقي المناطق التي «وعد وصدق» في تأهيل طرقها وتعبيدها. يبدو أن أكثر المتضريين من مدخل منطقة زحله الصناعيّة هم سائقو سيارات الأجرة العموميّة، الذين يعملون على خط زحلة ـــــ قرى البقاع الشرقي. السائق منير شكر من بلدة كفرزبد، استغرب عدم اكتراث المسؤولين لأبسط حقوق المواطنين، وهي تأمين أدنى شروط السلامة العامة على الطرق، لافتاً إلى أن هذه الحفر وغيرها التي تنتشر على طول مسافة هذه الطريق وصولاً حتى تقاطع طريق دير زنون ــــ رياق، كانت ولا تزال تسبب حوادث لا تعد ولا تحصى، سائلاً المعنيين: «ألا يكفينا ارتفاع أسعار المحروقات؟ وهل بمقدورنا تحمّل مصاريف إضافيّة لتصليح الأعطال التي تطرأ على سيارتنا بسبب سوء الطرق؟».
من جهته، رئيس بلدية زحلة ــــ المعلقة المهندس جوزف المعلوف، أوضح في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، أن أسباب التأخير بتعبيد هذه الوصلة من الطريق، تعود إلى إعادة تأهيل تمديدات شبكة المياه التي تتعرض لأعطال متكررة، «إذ لا يمكن تزفيت الطريق من دون معالجة السبب الرئيسي لانتشار الحفر، وهي المياه التي تغمر المسلك بين الحين والآخر»، واعداً ببذل أقصى الجهود بالتعاون مع وزارة الأشغال ومصلحة مياه البقاع، لإيجاد حلّ جذري لهذا المشكلة المزمنة، على أن يتم ذلك خلال عشرة أيام حداً أقصى، ليصار بعدها إلى فلش الزفت على كامل مساحة الطريق، بدءاً من الأتوستراد وصولاً إلى أول مدخل المدينة من الجهة الشرقيّة.