طار النصاب أمس في الدورة الأولى لانتخابات المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في المدارس الخاصة، فأرجئت الانتخابات إلى الأحد المقبل. وقد تقاذفت قوى الائتلاف (المعارضة و14 آذار) المسؤولية
فاتن الحاج
لم تفِ قوى الائتلاف في نقابة المعلمين بما تعهدت به على طاولة المجلس التنفيذي بشأن تأمين النصاب من الدورة الأولى، تفادياً لإجراء الانتخابات في أحد الشعانين. ولم تبشّر صناديق الاقتراع بأكثر من 6567 صوتاً من أصل 19552 ناخباً، أي بنسبة 34%، علماً بأنّ النصف زائداً واحداً كان يفترض اقتراع 9777 أستاذاً. وأُحرقت المغلفات (المظاريف) بإشراف وزارة العمل وبحضور الجمعية اللبنانية من أجل ديموقراطية الانتخابات.
وفي التعليق الأولي على النتائج، رأى مرشح النقيب نعمة محفوض (يسار ديموقراطي) أنّ المسؤولية تقع على طرف يعتبر نفسه أقوى من الطرف الآخر، من دون أن يستبعد احتمال عدم اكتراث المعلمين على خلفية «اللائحة الائتلافية طالعة طالعة». ورداً على ما يشاع عن أنّ الوقت الفاصل بين إعلان اللائحة وموعد الانتخابات لم يكن كافياً، قال: «السبب غير مقنع لأنّ المشاركة كانت ضئيلة، حيث الماكينات التعبوية والحزبية في جبل لبنان (23.1%)، والنبطية (29%)، بينما بلغت نسبة الاقتراع في البقاع 33.8%».
أما وليد جرادي (تيار المستقبل) فأعلن أنّه مسؤول عن نصاب الجنوب الذي سجّل أكبر نسبة اقتراع (51%). وتحدث ناصيف نعمة (حركة أمل) عن مسؤولية مشتركة وخصوصاً أنّ عدداً من المدارس لم تصلها الدعوة للانتخابات، مثل حاصبيا ومرجعيون وبنت جبيل، نافياً أن تكون هناك نيات مبيتة لتطيير النصاب. وبدا لافتاً غياب مرشح حزب الله على اللائحة الائتلافية يوسف البسام عن الانتخابات بداعي السفر. لكن عضو النقابة السابق تحسين سرور أوضح «أننا حققنا 80% من النسبة التي كنا قد تعهدنا بها، ولسنا من يكمل النصاب حتى لو حضرنا جميعاً». أما رودولف عبود (التيار الوطني الحر) فعزا فرط النصاب «إلى التأخير في إعلان اللائحة والتوافق السريع والمباغت، لذا فالجميع مقصّرون». ونفى الحديث عن تشطيب مارسته القاعدة العونية على المرشح القواتي و«حاولنا ضبط الأمور قدر الإمكان».
بالعودة إلى اليوم الانتخابي، فقد أربك مضيّ 16 مرشحاً منفرداً في الانتخابات إلى جانب اللائحة الائتلافية بعض القوى. وأبقت جمعية المقاصد خمسة مرشحين منفردين للتكتيك الانتخابي، على حد تعبير أمين سر النقابة السابق جمال الحسامي. واقترع في مركز بيروت (ثانوية علي بن أبي طالب التابعة لجمعية المقاصد) حيث الثقل المقاصدي 814 أستاذاً من أصل 2171 ناخباً أي بنسبة 37.5%. وبرز موقف لرئيس جمعية المقاصد أمين الداعوق الذي جال على أقلام الاقتراع ووصف في حديث إلى «الأخبار» التوافق بالاحتيال على المواطن، مشيراً إلى «أننا نعيش عصر التسويات السياسية الذي يغزو نقابة المعلمين». وأكد «أن التوافق ليس ديموقراطياً ويلغي المواطنية، ومندوبنا على اللائحة سيبقى مستقلاً ولن يكون منحازاً».ووزعت الأسرة التعليمية في الجمعية بياناً بعنوان «إلى أين وصلت البلد» رأت فيه أنّ استبعاد المقاصد المستقلة عن مركز تنظيمي في النقابة لن ينشئ نقابة رديفة، لكنه يفقد هذا المركز المرونة الضرورية الضامنة التي تجمع النقابة من دون أن يشعر أي من الأطراف بالخسارة لمصلحة جهة سياسية أو منافسة في التركيبة التوافقية. وسأل البيان ما إذا كان «التوافق» صيغة تهمّش شريحة تعليمية لا يستهان بها. وقال: «سلمنا هيكلية نقابية منظمة يشهد لها كل نقابي، ونرجو أن تبقى الهيكلية في تقدم من دون حنين إلى مجموعة أوراق وملفات مبعثرة مجهولة المصادر، ولا مَن يسأل ويتابع أو ينظم أو يؤرشف».
وأكد المقاصديون «أننا سنحاسب كل مَن يسخّر العمل النقابي لحساباته الشخصية والحزبية». لكن مرشح الكتائب على اللائحة مجيد العيلي أوضح «أنّ تشكيل لائحتين قد يوقعنا في سجال قانوني، فيطعن أحد الفريقين بالانتخاب والنتائج وصولاً إلى انقسام المعلمين إلى نقابتين. والحقيقة الثانية استحالة أن تدار النقابة بطرف من دون الآخر، لذا فضلنا أن يكون التباين من الداخل لا من الخارج». وفي ثانوية بلال فحص في تول ـــــ النبطية، سجّلت الانتخابات إقبالاً متدنياً ورجح مراقبو الانتخابات من وزارة العمل عدم اكتمال النصاب. أما مراقبو التحالف اللبناني لمراقبة الانتخابات فأشاروا إلى أن المركز لم يكن مجهزاً لانتخاب المعوقين، فضلاً عن أن العديد من المقترعين انتخبوا ببطاقات الهوية أو جوازات السفر، وقد سجل «استهتار» باستخدام العازل.
وفي البقاع، جرت الانتخابات في أجواء هادئة. ورأى المرشح على لائحة التحالف نقولا الغصين أنّ النتائج محسومة سلفاً لمصلحة اللائحة. وفي الجنوب، جرت الانتخابات في ثانوية المقاصد الإسلامية للبنين في صيدا، بإشراف الأمين العام المتوقّع وليد جرادي. أما في الشمال فاقتصرت الانتخابات على سباق مع وقت إقفال الصناديق، وعمل الجميع على تأمين أكبر عدد ممكن من المقترعين من خلال الاتصال بمديري المدارس والمعلمين. وأبدى النقيب محفوض تخوفه من عدم تأمين النصاب مع أنه سمع كلاماً مفاده «أنّ مناصري حزب الله ينزلون بعد الظهر». يذكر أنّ اجتماعاً سيعقد الرابعة والنصف من بعد ظهر اليوم في النقابة لقراءة النتائج. ولم يبدِ أي طرف نيته في فرط التحالف.
(شارك في التغطية كامل جابر، نيبال حايك، خالد الغربي وإيلي حنا).


مشاهدات انتخابية

يصل ناخبون عونيون إلى مركز بيروت. يسألون عن المرشح القواتي في اللائحة لشطبه، على خلفية أنّ هناك تعليمات بذلك. آثرت إحدى معلمات مدرسة البيادر أن تكون هناك منافسة لنعرف من الأقوى على الأرض! وأعلنت أنّها لن تلتزم باللائحة. غابت النساء عن ترشيحات المجلس التنفيذي مع أنهن يمثلن أكثر من 60% من الجسم التعليمي. وفي هذا الإطار، انسحبت المرشحة لونا سمور بعدما استثنيت من التوافق «الذي يعتمد تغليب التوازنات على حساب مصلحة المعلمين» كما قالت.