البلدتان الجارتان في ساحل قضاء زغرتا، يفصل بينهما واد عميق. الجميع هنا يتحدث عن العلاقات المتينة التي تربط بين الطرفين. لكن أزمة المياه العالقة بينهما، أدت إلى حدوث إشكالات كثيرة، استدعت في مرات عدة تدخل مسؤولين سياسيين وروحيين وأمنيين من أجل فض النزاع القائم، وتوفير المياه بالتساوي بينهما، فيما هما يشربان من مصدر واحد.
وفي التفاصيل التي يرويها عضو بلدية إيعال، حمد المير، أنّ هناك ثلاثة ينابيع مياه في أحراج تابعة لعقارات إيعال هي الزيرة، النعنع، الدلبة وهي مصدرها الرئيسي للمياه منذ مئات السنين. يقول: «لم تشعر بلدتنا بالنقص المتزايد للمياه إلّا منذ سنتين تقريباً، عندما مدّ أهالي بلدة صخرة قسطل مياه من النبع الأساسي للبلدة لتغذية بلدتهم، وهو أمر رفضناه، على أساس أننا لا نستطيع تلبية حاجاتنا من المياه، فالبلدة مقسّمة حالياً إلى ثلاثة أحياء وكل حي تأتيه المياه نحو ست ساعات فقط وهو وقت غير كاف نظراً لأنّ المياه شحيحة جداً».
لا يمانع الأهالي أن تشرب الجارة القريبة ولكن ليس أن يكون ذلك على حساب أهالي البلدة، «فليراجعوا بلديتهم وهي مجبرة على توفير المياه لهم»، كما يقول أحدهم.
كذلك يرفض أبناء إيعال رفضاً قاطعاً ما يتردّد في بلدتهم من أحاديث عن إمكانية إقامة سد للمياه وسط أراضيهم الزراعية بهدف توفير المياه، فإنشاء السد سوف يحرم الأهالي قسماً كبيراً من الأراضي التي هي مصدر رزقهم الوحيد.
في حوزة أهالي إيعال صكوك رسمية بملكية ينابيع المياه
من جهة ثانية، يقول المير: «جميعنا تحت القانون، ونرى أنّ المياه هي حياة البلدة ومن دونها لا نستطيع الاستمرار، وإن كنّا لا نريد أي نزاع بيننا وبين جيراننا، وما يهمنا هو أن يشرب أهالي البلدة من الينابيع التي تنبع من أراضيهم، كما كان الوضع في السابق». يبدو الرجل متأكداً أنّ «ملكية الينابيع الثلاثة تعود لبلدتنا، وإن كان ذلك لا يمنعنا من أن نحافظ على حسن الجوار مع بلدة صخرة، فنحن في الأساس لا نستهدف أحداً». يقترح المير على جيرانه مراجعة بلدية مزيارة، إذ إنّ صخرة هي إحدى القرى الأربع، وهي قادرة على توفير المياه إذا أرادت ذلك.