![](/sites/default/files/old/images/p32_20101115_pic1.jpg)
عمل لتوفير مصروفه، وأجرة غرفته في حي باب توما التي لم يغادرها إلا عام 2005. منعه حبه لغرفته تلك من الهجرة إلى كندا، لكنّه اضطر إلى فراقها بعدما تزوّج. أثناء دراسته الجامعيّة، عمل نادلاً، وعامل بناء، وعاملاً في معمل شامبو، ثم بائع بسطة بصل وثوم، مع صديقه الممثل أندريه سكاف. «لكننا اكتشفنا، أندريه وأنا، أننا لا نصلح لنكون من أصحاب المشاريع التجارية»، يتذكّر ضاحكاً. رنين ضحكته اختلف قليلاً، بعد العملية التي أجراها في حنجرته.
على مقاعد المعهد، تعلّم من المسرحي فواز الساجر كيف يغامر، ويجرّب، ويحلّل، ويفكّك، ويركّب... «رحيل فواز الساجر، كان أصعب أيام حياتي. أدركت أنني سأبقى أفتقد هذا الرجل طوال عمري». أمّا جهاد سعد، فعلّمه كيف يكون عاشقاً للمسرح في مسرحيّة «ميديا وجيسون» (1988). «كنت طالباً في المعهد، ومن غير المسموح لي العمل خارجه. لكنّ جهاد سعد حصل لي على استثناء من وزارة الثقافة». تكررت التجارب المسرحية. «كاليغولا»، و«أواكس»، و«سفر برلك»، فتشرّب قدسية العلاقة بين الممثل والخشبة. حبّه للمسرح ازداد يوماً بعد آخر، ونتج منه 35 عملاً مسرحياً تمثيلاً وإخراجاً، آخرها «حمام بغدادي» لجواد الأسدي، مع زميله فايز قزق، ومسرحية «نيغاتيف» من تأليفه وإخراجه. علاقة نضال سيجري مع المسرح ليست علاقة عادية. فقد كانت الخشبة الحاضن الأول لموهبته. تسمعه يردد غالباً: «إن أحضرتم لي سريراً، فسأنام هنا على الخشبة، إنه بيتي، الرحم الذي منه خرجت ممثلاً. هنا أشعر بالحماية، وعدم الصدأ». رغم الأجور المرتفعة في الدراما السوريّة، التي وفرت له حياةً جيدة، إلا أنه يمكن أن يرفض عملاً تلفزيونياً، إن تعارض مع أحد أعماله المسرحيّة.
عندما أُسندت إليه إدارة «المسرح القومي»، لم ينظر إلى الأمر من باب المنصب والنفوذ. «جهّزت استقالتي منذ اليوم الأوّل لقبول العرض. كنت فعلاً أطمح إلى أن أنجز شيئاً مهماً، ولكن...». بعد أقل من سنة، أخرج استقالته من الدرج، مشى باتجاه سترته المعلقة، ارتداها، وخرج، وأغلق الباب خلفه. «اكتشفت أن المنصب مجرد كرسي، لا أكثر ولا أقل». حجز نضال سيجري لنفسه مكانةً خاصةً في ميدان التمثيل. هو نجم صنع أدواره ولم تصنعه الأدوار. يمتلك القدرة على أن يجعل من دور كومبارس، شخصيةً لا تنسى، واضعاً نصب عينيه مقولة المعلم الروسي ستانسلافسكي: «ليس هناك دور صغير وآخر كبير. هناك ممثل صغير وممثل كبير».
في غمرة نجاحاته على الشاشة والخشبة، جاءه صوت الطبيب حازماً: «انتبه يا نضال، هناك عدو شرس يتربص بك». عرف أنّه مصاب بورم في حنجرته. في تلك اللحظات، مرّت حياته كشريط سينمائي أمام عينيه. «قلت في نفسي: فيلمي أنا بطله، وعليّ أن أنجزه على طريقتي. هناك كلمات يجب أن أقولها، وأشخاص ينتظرونني لأتعرف إليهم وأحبهم، وأدوار لم أمثلها. الملك لير ينتظرني حتى أنضج أكثر... وقبل كل ذلك ولداي، وليم (5 سنوات)، وآدم (3 سنوات)، وسندس رفيقة الدرب». قرَّر ألا يستسلم للمرض. بعد آخر معاركه الحاسمة مع المرض، قال له الطبيب: «بإذن الله هزمت عدوك يا نضال، لكن لا تتكلم كثيراً، وفّر صوتك لأدوار مهمة تنتظرك».
5 تواريخ
1965
الولادة في مدينة اللاذقية
1988
شارك في أول عمل مسرحي له وهو «ميديا وجيسون»، تأليف وإخراج جهاد سعد
1991
تخرّج من «المعهد العالي للفنون المسرحية»
2005
مسرحيّة «حمّام بغدادي» لجواد الأسدي
2010
حقق نجاحاً لافتاً في شخصيّة أسعد، في الجزء الثاني من مسلسل «ضيعة ضايعة» للمخرج الليث حجو. وافتتح عروض مسرحيته «نيغاتيف» في اللاذقية