خالد صاغيةسعد الحريري في إجازة. إنّه يفكّر.
هذا خبر بحدّ ذاته. إلّا أنّه ليس الخبر الأهمّ. المهمّ هو أنّ عبد العزيز الخوجة بدأ يفكّر عنه. جاء إلى بيروت (في زيارة عائليّة)، والتقى وليد جنبلاط.
الخوجة، كالعادة، لا يتدخّل في الشؤون الداخليّة اللبنانيّة. لكنّه، بوصفه وزيراً للإعلام السعوديّ، جاء يبحث مع جنبلاط المأزق السياسي، من دون أن يتطرّق البحث إلى ما يجري بين المؤسّسة اللبنانيّة للإرسال والمملكة العربيّة السعوديّة، إثر بثّ اعترافات لشاب سعودي تحدّث عبر المحطّة عن حياته الجنسيّة داخل المملكة. وهذا طبعاً عيب.
ففيما يُعنى وزير الإعلام السعودي بمشاكلنا السياسية، تبحث السعوديّة منع الـ«أل بي سي» من البثّ داخل أراضيها. وفيما أوقفت السلطات السعوديّة الشاب الذي سوّلت له نفسه ممارسة الجنس، وفيما أوقف شخصان آخران لمشاركتهما في برنامج «أحمر بالخط العريض»، يصل وزير الإعلام السعودي إلى بيروت ليقنع جنبلاط بعدم محاصرة سعد الحريري، وخصوصاً أنّ الأخير مشغول الآن. فهو، على ما نقلت وسائل إعلاميّة، يفكّر.
كان الحريّ بأحد ما أن يأخذ جزءاً من وقت الخوجة الثمين ليفاتحه في الموضوع الإعلامي. وربّما كان ينبغي أن يكون المبادر إلى ذلك فريق 14 آذار، وخصوصاً أنّه خاض انتخاباته ببرنامج محاربة الظلاميّة وبثّ روح التعدّدية والانفتاح اللبنانيَّين في العالم العربي. أليس لبنان أكثر من بلد؟ أليس رسالة يقفز بها ثوّار الأرز فوق حواجز التخلّف واللغة الخشبيّة التي تسيطر على وعي الشعوب العربيّة؟
لا نريد أن نتدخّل في الشؤون الداخليّة السعوديّة. ولا نتوقّع من فؤاد السنيورة أن يرسل طارق متري إلى الرياض لإقناع السلطات السعودية بالإفراج عن الموقوفين، أو بالامتناع عن منع المؤسسة اللبنانية للإرسال. لكن، ما دام وزير الإعلام السعودي تحمّل مشقّة القدوم إلينا، كان ينبغي أن نفكّر في مفاتحته بالموضوع، وخصوصاً أنّه لا يكفّ عن التفكير فينا، وعن التفكير عنّا.
سعد الحريري في إجازة. إنّه يفكّر.
هذا خبر بحدّ ذاته. إلّا أنّه ليس الخبر الأهمّ. المهمّ هو أنّ عبد العزيز الخوجة بدأ يفكّر عنه. إيه وْيَلّا... سعودية طْلَعي برّا. حرّية... سيادة... استقلال. وما بدنا كعك بلبنان إلا الكعك اللبناني. والسما زرقا. باق باق باق.