دأبت إسرائيل منذ اليوم الأول للعدوان على القصف بواسطة طائراتها الهمجية الحديثة للطرق والجسور و«العبّارات»، بهدف عزل المناطق بعضها عن بعض، بحجّة أن المقاومة تستخدم هذه الممرات لنقل الأسلحة والعتاد العسكري من سوريا، وإليها.ولم يألُ الطيران المعادي جهداً في قصف وتدمير جسر المدينة على نهر العاصي، الذي يشكل صلة الوصل الوحيدة بين الهرمل وقرى البقاع وبيروت. وبالرغم من صعوبة الأوضاع، وعدم وجود أفران أو مصانع أو مزارع أو أي من «مقومات الحياة» في المدينة، ما خلا المياه، إلا أن المشهد كان أقوى من غطرسة الإسرائيليين. فكان التحدي بأن قامت لجنة شكلت في المدينة للإغاثة، قوامها مهندسون وعمال، باستحداث جسر جديد على مقربة من ركام الجسر الرئيسي طوله 13 متراً وعرضه خمسة أمتار، أريد من خلاله إيصال رسالة واضحة بأن هذا الشعب هو شعب لا ينهزم. الجسر انتصب من الضفة إلى الضفة كي تستمر الحياة. فهي لن تقف عند واد أو نهر أو تلة أو جبل. وقد بدأت فعلاً حركة قوافل السيارات.