strong>رومانيا تعتبر عدم توجيه الدعوة الى الرئيس «صحيحاً»
استغرب رئيس الجمهورية اميل لحود «استمرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك في التدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية وممارسة سياسة منحازة الى فريق من اللبنانيين، بينما يفترض بالرئيس الفرنسي أن يكون على الحياد وعلى مسافة واحدة من جميع اللبنانيين، ولا سيما بعد مشاركة بلاده في القوات الدولية العاملة في الجنوب».
ونقل زوار لحود قوله إن «الضغط الذي مارسه الرئيس شيراك على نظيره الروماني لعدم ارسال دعوة اليه لحضور القمة الفرنكوفونية في بوخارست ليس الاول من نوعه، ولا سيما أنه سبقته ضغوط عدة مورست على مسؤولين اوروبيين ودوليين لدفعهم الى مقاطعة رئيس الجمهورية اللبنانية وعدم زيارته، فضلاً عن التحريض المستمر على الرئيس اللبناني في المحافل الاقليمية والدولية والوسائل الاعلامية الفرنسية وفي كل ما يتعلق بالتحقيق الجاري في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لاعتبارات شخصية غير مبررة إطلاقاً وتخفي وراءها رغبة انتقامية لا تجوز في العلاقات بين رؤساء الدول، فكيف بين رئيسي دولتين صديقتين هما لبنان وفرنسا».
ولفت لحود الى أن تاريخ العلاقات اللبنانية ــ الفرنسية الحافل بالتعاون والتضامن والدعم والمساعدة المستمرة، لم يشهد «رئيساً فرنسياً يقحم نفسه في الشؤون الداخلية اللبنانية ويميز بين اللبنانيين فيختار بينهم من يعدّهم حلفاء له، ويخاصم الآخرين ويلتزم مواقف من شأنها تكريس التباعد بين فئات الشعب اللبناني». وقال: «وحده الرئيس شيراك شذّ عن هذه القاعدة واعتمد سياسة التمييز وترجمها من خلال ممارسات عدة برزت خصوصاً بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ولم تنفع كل المحاولات التي اجريت مع الرئيس شيراك لثنيه عن جنوحه ضد فريق كبير من اللبنانيين، الامر الذي يدفع الى الاسف والاستغراب في آن، كما يطرح علامات استفهام عن الاسباب التي تدفع الرئيس الفرنسي الى التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية والتقاليد التي قامت عبر التاريخ بين لبنان وفرنسا».
ورأى أن «وجود وحدات من القوات الفرنسية ضمن القوات الدولية العاملة في الجنوب يفرض على الرئيس الفرنسي أن يعيد النظر في مواقفه المنحازة، ولا سيما أن هذه القوات أتت في مهمة سلام لمصلحة جميع اللبنانيين من دون أي تمييز او تفرقة». وأكّد الرئيس لحود، كما نقل عنه زواره، أن «الشعب الفرنسي الصديق بات يميز بين سياسة رئيسه وفريق عمله حيال لبنان، وبين ضرورة المحافظة على العلاقات المتجذرة التي تربطه بالشعب اللبناني، والتي كانت وستبقى مميزة وعميقة».
الى ذلك استقبل لحود سفراء قطر والسودان وبريطانيا والاتحاد الاوروبي مودعين بعد انتهاء اعمالهم في لبنان.
من جهة أخرى، أعرب الرئيس الروماني ترايان باسيسكو عن اعتقاده بأن قراره بعدم دعوة لحود الى القمة الفرنكوفونية كان صحيحاً، وقال: “حتى لا يحدث لبس أرسلت دعوة لرئيس الوزراء اللبناني”.
بدوره، قال المتحدث باسم شيراك جيروم بونافون إن “رومانيا أرادت دعوة لبنان بشكل يجعل اجتماع الفرنكوفونية متماشياً مع قرارات الأمم المتحدة”، نافياً ممارسة ضغوط عليها.
ودعا شيراك المدن الفرنكوفونية الى مساعدة بيروت في “استعادة بريقها وسحرها”، وذلك في خطاب اختتم به الجمعية الدولية لرؤساء بلديات المدن الفرنكوفونية بعيد وصوله أمس الى بوخارست.
ورأى شيراك ان عدم دعوة الرئيس لحود الى قمة الفرنكوفونية "يتوافق مع المشاورات في الامم المتحدة".
(وطنية، أ ف ب)