strong>لقاء دام ساعة مع السفير البريطاني جيمس واط في السفارة البريطانية، تخللته جولة أفق حول نظرة بريطانيا إلى قضايا المنطقة واستشراف المستقبل اللبناني. أمال ناصر

استهل واط اللقاء الذي ضم صحافيين بالحديث عن زيارة رئيس الوزراء طوني بلير «المثمرة» التي «جاءت في ظروف سياسية صعبة محلية وإقليمية بعد الأحداث التي شهدها لبنان. وهو اختار المجيء في هذا الوقت، أي قبل ثلاثة أيام من اجتماع نيويورك، ولأن أيلول يشهد عودة إلى المدرسة الديبلوماسية حيث تعاود الحكومة البريطانية نشاطها. وهذه الزيارة هدفها إعادة إحياء عملية السلام في المنطقة».
ونقل السفير بعضاً من أجواء لقاءات بلير مع المسؤولين اللبنانيين الذين «أكدوا أن سبب المشكلة عدم إيجاد حل دائم للنزاع العربي ــ الإسرائيلي».
ونفى بشدة أن «تكون بريطانيا سبب وراء الحرب الأخيرة في لبنان. إسرائيل وحزب الله كانا مصرين على القتال، ونحن عملنا عبر مجلس الأمن لجلب السلام إلى المنطقة». وأكد أن «بلير يدعم الدولة الديموقراطية التي تشمل كل الأفرقاء اللبنانيين والقادرة على حماية مواطنيها. وليس هناك مخطط أجنبي إلا المخطط الذي يهدف إلى مساعدة لبنان»، مشدداً على أنه «لم تكن هناك أجندة غير معلنة. عبرنا عن رغبتنا بإعادة إعمار لبنان واستعادة عافيته واستقراره. نحن مستعدون لدعم لبنان عبر صندوق النقد الدولي. ما تستطيع بريطانيا فعله هو تقديم حل مستقبلي للصراع، وقد تحدثنا مع السنيورة عن مدى صعوبة التوصل إلى حل إقليمي».
وهل تحسب «حزب الله» منظمة إرهابية؟ أجاب واط: «حزب الله ليس منظمة إرهابية بجناحيه العسكري والسياسي. نحن نحترمه بوصفه حركة سياسية ونحترم وجهه الاجتماعي المدني. للشعوب الحق في المقاومة، ولكن نريد إعطاءنا مجالاً للتوصل إلى حل ديبلوماسي عبر المفاوضات». وأكد أن «الرسالة التي نحاول إرسالها هي أن على الجميع أن يكونوا جزءاً من النظام اللبناني وقد تجاوب الجميع معها».
وعما إذا كان موضوع مزارع شبعا قد أثير في محادثات بلير، قال السفير البريطاني: «تم الحديث في الموضوع. ونحن نتعاطف بشكل كبير مع هذه القضية. دورنا كوسيط في حل هذه القضية يتطلب موافقة لبنان وسوريا وإسرائيل». وهل أنتم متفائلون بالوضع في المنطقة؟ يبتسم قائلاً: «نحن متفائلون جداً، وخصوصاً بعد زيارة رئيس الوزراء طوني بلير».
يستغرب السفير البريطاني الحديث عن إمكان اشتعال حرب أهلية، «هناك دائماً مخاطر، ولكن خطر الحرب الاهلية يأتي في أسفل هذه المخاطر». ويؤكد أنه «لا نية لدى القوات الدولية لمراقبة الحدود اللبنانية ــ السورية. وهي تحتاج إلى دعوة من الحكومة اللبنانية للقيام بهذا الدور. لكننا نعتقد أن الجيش يملك القدرة للسيطرة على هذه الحدود».
متى ستدعمون الجيش اللبناني بالتجهيزات؟ يجيب: «هناك عدد من الدول التي تريد مساعدة الجيش اللبناني. ولدينا صورة واضحة عن احتياجاته من معدات وغيرها. وقد توافر لدينا المال من بعض الخليجيين وأصبح البرنامج جاهزاً».
ورداً على ما يتردد عن تعمد الرئيس نبيه بري السفر لتفادي لقاء بلير، يقول واط: «كنا نأمل لقاء الرئيس بري، ولكننا نحترم واقع أنه خارج البلاد. والقنوات مفتوحة مع كل الأفرقاء. نحن لم نعلن عن برنامج الزيارة مسبقاً، لأنه لم يكن جاهزاً»، نافياً بشدة حصول أي لقاء سري بين بلير وقوى 14 آذار في السفارة البريطانية أو خارجها.
وعن الأسلحة التي كانت تمر عبر المطارات البريطانية إلى إسرائيل خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، أكد أن «الحكومة البريطانية لم تكن على علم بمرور هذه الأسلحة. وقد تم أوقفت، ومناقشة هذا الأمر في مجلس النواب البريطاني».