راجانا حميّة
نال سبعة طلّاب لبنانيين متفوّقين، أمس، “شرف” المغادرة إلى الإمارات العربيّة المتّحدة لتمثيل لبنان في معرض ومؤتمر أبو ظبي الدولي الثاني عشر للبترول (ADIPEC) الذي تقيمه “مجموعة الدول النفطيّة” على مدى خمسة أيّام، يُناقش خلاله إمكان نقل وتوطين التكنولوجيا اللازمة لتطوير الصناعة النفطية في منطقة الخليج.
تعثّرت مفاوضات “معهد الإدارة والكومبيوتر الجامعي” (BCU) في تسوية الأوراق “الرسميّة” للطالب أمين زريق (هندسة كومبيوتر) للّحاق بزميله عادل سعود اللذَين اختيرا للمشاركة في المؤتمر إلى جانب خمسة طلّاب من الجامعة الأميركيّة في بيروت (AUB) (هغنار سكايان، مالك سميلي، كارلا حويجر، سيرج عيد ومارك غصوب)، ولم تفلح مبرّرات الحرب في “تمرير” طلب زريق دعماً لسعود من “الناحية النفسية والأكاديميّة”.
سعود “المتخصّص” في هندسة الكومبيوتر، يجد صعوبة في المشاركة على الرغم من الثقة الكبيرة التي يوليها لقدراته التعليميّة، والخوف هذه المرّة ينبع من شعور “المرّة الأولى” التي يشارك فيها في مؤتمر بهذه “الضخامة والأهمّية” ومن باب اختصاص لا يمت بصلة لاختصاصه الجامعي، وخصوصاً أنّ طلّاب “الأميركيّة” تتلاءم اختصاصاتهم وعنوان المؤتمر “تطوير الصناعة النفطيّة”. وتتنوّع من “العلوم الجيولوجيّة مروراً بالهندسة المدنيّة والميكانيكيّة وصولاً لاختصاص الدراسات النفطيّة”.
رغم ارتباكه ومعرفته المسبقة أنّه لن يكون “الأفضل بسبب أربعة أشهر تعلّمتها عن الدراسات النفطيّة”، يؤمن سعود على الأقل بأنّه سيكون “مميّزاً فعلاً” بـ“الخرق” الذي سوف يحدثه بين 68 طالباً، لكونه “الوحيد” الذي يملك “معلومات تخصّني وحدي وربّما تكون جواز سفري لدخول عالم النفط من باب المعلوماتيّة”.
لا تنطبق “جدّية” سعود في التحضيرات على طالب “الأميركيّة” سيرج عيد (هندسة مدنيّة) الذي يوعز السبب إلى أنّ “اختصاصي يتطرّق لهذا الموضوع، إذ ندرس كيفيّة استخراج وتنقية البترول ونقله من أماكنه إلى مراكز التكرير والاستعمال”، لذلك لا يبدي تخوّفاً من “المؤتمر والنتيجة لأنّه بالنهاية شاركنا وهذا نجاح بحدّ ذاته”.
الكل متّفقون على النتيجة بأنّها “مربحة في جميع الأحوال مع جائزة أو بدونها” والكلّ أيضاً مجمعون ومن بينهم مالك سميلي (جيولوجيا ودراسات نفطيّة) أنّ “مجرّد المشاركة ستولّد أكثر من نتيجة لعلّ أهمّها بناء شبكة علاقات مع أصحاب الشركات وتقديم السير الذاتيّة وفي أسوأ الأحوال التعرّف واكتساب الخبرة”.
فهل يستطيع مالك وزملاؤه الذين يبدأون غداً أوّل محاضرة لهم مع كبرى شركات النفط اكتساب النتيجة و“احتجاز” مراتب لهم بين 68 طالباً من 11 دولة؟
بالعودة إلى المؤتمر، سيبدأ غداً باجتماع “ودّي” بين الطلّاب المشاركين وشركات النفط، يتم خلاله تعريف الطلّاب على ما يتوجّب عليهم “إنجازه خلال أربعة أيّام من أبحاث ودراسات واستشارات حول الموضوع النفطي”. على أن يكون عدد الشركات المشاركة والمساهمة أكثر من ألف من حوالى 50 دولة، وبمشاركة عدد من وزراء الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة الخليجية والعربية.
ومن ثم يستتبعه في اليوم التالي، تقسيم الطلّاب إلى مجموعات لمناقشة “الأسئلة الخمسة” المتعلّقة بالدور الذي يؤديه إنتاج الغاز في توازن الطاقة المستقبلية ومقابلة الطلب على النفط وإدارة القوى العاملة وموضوع إدارة الاحتياطات والمخزونات، كما يركز أيضاً على التطبيقات الإبداعية للجيولوجيا العلمية وإدارة الأصول المدمجة وتطوير الحقول لمقابلة الطلب المستقبلي وهندسة المشاريع والبحث والتطبيق وقضايا البيئة.
كما سيطرح المؤتمر مائة وخمسين ورقة عمل اختيرت من بين 500 بحث أعدّها خبراء من مختلف دول العالم وهي تعكس أفضل الممارسات في الحفر والإنتاج ودراسة المكامن وصيانة المنشآت النفطية والسلامة والمحافظة على البيئة وأبحاث متقدمة في الاستكشاف وتوصيف المكامن.
ويصاحب المؤتمر معرض لشركات الدول المشاركة يلقي الضوء على أبرز الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في قطاع الصناعة النفطية ومشروعات التطوير الرامية لزيادة إنتاج النفط والغاز، كما يعرض لأحدث أنواع التكنولوجيا والتقنيات المتعلّقة بصناعة النفط والغاز، وبذلك تتاح الفرصة أمام الشركات النفطية في الدولة والمنطقة الخليجية والعربية للاستفادة من ذلك .
وينتهي المؤتمر في الثامن من الجاري بمناقشة مشاريع الطلّاب المشاركين والتعليق عليها وإعطاء النتيجة النهائية “التي لا يعلمها سوى المنظّمون”.