strong>كارل كوسا
نظّمت الهيئة الطالبية في كلية الإعلام والتوثيق ــ الفرع الثاني أمس، يوم جبران تويني المفتوح، في قاعة جبران تويني (أُطلق عليها هذا الاسم في 27/12/2005) في حرم الكلية في الفنار. أسئلة عدّة وجّهها رئيس الهيئة الطالبية في كلية الإعلام ــ الفرع الثاني زاهي نوح إلى المعارضة، ومنها «إن كنتم تحبّون لبنان فلماذا دمّرتموه؟، لماذا حوّلتم وجهة السيّاح إلى دول عربية وأجنبية؟». وطمأن نوح الشهيد تويني قائلاً «لا تخف يا جبران فنحن طلّاب 14 آذار أصحاب قضية محقّة، وسلاحنا الكلمة الحرّة الأقوى من سلاحهم». وختم بقسَم «وحياة اللي راحوا... ما بيرجعوا».
بعد ذلك، أشار مسؤول صفحة التربية والشباب في «النهار» غسّان حجّار إلى أن للحرب أشكالاً عديدة، نابذاً «ما بتنا نراه في الشارع المسيحي»، وطالباً من الشباب الوفاء للشهداء عبر الكفّ عن الاقتتال. وكرّر حجّار دعمه للشباب من خلال صفحته، كما بشّرهم بعودة صدور ملحق «نهار الشباب»، بعد رأس السنة. ولم ينسَ حجّار الاعتذار عن نايلة جبران تويني التي لم تتمكّن من المشاركة «في كلّيتها» لظروف استثنائية. وذكّر رئيس تحرير «Naharnet» نوفل ضوّ ببيان قال إنّه صدر عشية اغتيال تويني، وكان البيان قد هدّد بأن «نور النهار سينطفئ وديك النهار سينكسر»، واصفاً إيّاه بـ«أبشع من الاغتيال وممهّد له». ونقل ضو أنّ تويني كان يعيش قسمه، منذ أن تعرّف به «حتّى في عزّ دين القصف لم يحي إلا بهذه الطريقة»، وتمنّى أن يُقتدى بتويني في شقّ تشجيع الشباب «لبناء جيل صحافي يملك طموح جبران».
أمّا المدير العام لقناة الـ ANB غيّاث يزبك، فصنّف الشهيد بـ«الرائد في تسمية المسمّيات بأسمائها». وعن سؤال وجّهه طالب عن الدور الأساس لصحافة ثورة الأرز ودور الصحافي، عامّة، في بناء الدولة أو هدمها، أجاب ضوّ أن جبران كان يرفض تحميل الإعلام مسؤولية خراب البلد. ووصف المعركة الدائرة بأنها «بين جبهتين داخلية وخارجية». وأسف لأن يقبل «فريقٌ مضلّل لا يعي تماماً ماذا يفعل» أن يكون مستخدماً كأداة في محور.
وطالبت ابنة الموقوف في سوريا بطرس خوند المعنيين بـ«تفعيل قضية الأسرى في السجون السورية». بدوره، تمنّى الصحافي في «الديار» ومدير الجلسة أسعد بشارة أن يُنظر بعين المساواة إلى جميع الأسرى اللبنانيين، أينما كانوا. وهنا، قال ضوّ: «أليس الأجدر أن يعترف البعض أوّلاً بالأسرى في السجون السورية؟»، لينهي يزبك هذا الجدل بقوله «يجب أن تخرج قضية الأسرى من سوق النخاسة السياسية». وتساءل «هل ينبغي أن يُخطَف مواطنون سوريّون على حاجز في جونيه مثلاً... كي يحقّ لي المطالبة بالأسرى اللبنانيين؟».
تصعيد آخر أشعله سؤال طرحته إحدى الطالبات، اشتكت فيه من أن «بعض زملائي الموالين لـ 8 آذار يرون أن بيت الحريري اشتروا تويني وقضيته، وخصوصاً أن من يقولون هذا هم مسيحيون (..)، فما تعليقكم». هنا أعلن ضوّ: «كنت بدّي جاوب دغري لكن جبران قال لي لا تجاوب، إضافة إلى أنّ غيّاث أوقفني». كما دعا يزبك إلى «سقوط الموضوعية، عندما تكون هناك قضية وطنية». وعلى الرغم من ذلك لم يتوانَ ضوّ عن الهجوم على أنصار المعارضة «مشكلة جبران مع هيك ناس إنّو ابن عيلة وبيحترم حاله. ومشكلة هودي الناس إنهن لا ولاد عيلة ولا بيحترموا حالهن». بعد أن طلب من المعارضين لفكر جبران أن «يقارنوا مقالاته المنشورة بين الأعوام 1980 ــ 2005، ويدلّونا أين تغيّر».
أخيراً، أطلق الطالب مروان جرجورة، المنبر الحرّ للهيئة الطالبية، الذي افتتح نشاطاته بإصدار العدد الأوّل من نشرة «المنبر»، ليوصِل الطلّاب من خلالها رسالة «لو لم نكن الأفضل لما دخلنا هذه الكليّة». وإلى المتشكّكين في قدراتهم على التغيير، توجّه برسالة «طلاب حرية سنبقى... وسلاحنا قلم سيبقى». عهود باستمرار القضية قُطِعت إلى «أبطال انتفاضة الاستقلال وشهدائها». وسُلِّمت جائزة أفضل مقال في النشرة إلى طالب السنة الثانية في الصحافة فيليب أبو زيد، الذي أهداها، بدوره، إلى روح جبران تويني، موجِّهاً رسالة سياسية إلى من يهمّه الأمر: «أصعب شيء أن يُرتهن رأي المرء أو أن يُشرى ويُباع، وإذا بتقدروا تمنعوا الشمس تطلع والدّيك يصيح بتقدروا تقتلوا جبران، وبدلاً من أن تقولوا السلاح باق باق، الأجدر بكم أن تهتفوا: لبنان باق»