strong> فاتن الحاج
مع أنّ فكرة تعليم الحساب الذهني للأطفال بواسطة الـ«ABACUS» قديمة، فإنّها لم تجد طريقها إلى لبنان إلاّ أخيراً حين فكّر صاحبا معهد «SEMAS» أيمن مكارم ورشا مكارم بريش في شراء الوكالة الحصرية من اليابان. وفيما لا تزال المعلومات متضاربة حول مصدر الاختراع الذي يرجح أن يكون العرب، عمدت اليابان إلى تطويره وإدخال تعليم الحساب الذهني بواسطة الأباكوس في المنهج الدراسي.
استقدم أصحاب المعهد في لبنان مدرّبين من اليابان لتدريب بعض الأساتذة الذين خضعوا لدورات مكثفة، تمهيداً لتعليم التلامذة. وقد افتتح الصف الأول الذي يضم 15تلميذاً تتراوح أعمارهم بين 5 و 8 سنوات. وهنا تشرح مكارم «أنّ العمر المثالي لتعليم الحساب الذهني يراوح بين 3 سنوات و 6 سنوات، لأنّ القدرة على اكتساب المعلومات تخف بعد سن الـ12». وتلفت إلى أنّ الحساب الذهني ينمّي 6 قدرات: التركيز، والذاكرة، والاستيعاب، والإدراك، وتحليل المعلومات، وسرعة القراءة والإصغاء. وتنفي مكارم أن تتعارض هذه المهارة مع التحصيل في المدرسة، بل إنّها تزيد من سهولة التعاطي مع الأرقام والدقة لدى التلميذ، وتعزز قدرته على الحفظ، وتنمّي المنطق وحس الاكتشاف وسرعة البديهة.
وفيما تتوقع مكارم أنّ تستغرق الفكرة وقتاً قبل أن يستسيغها الأهل، تؤكد أهمية عدم التقليل من قدرة الأولاد على التعلم، فـ«التجربة الأولى فاجأتنا، والأطفال يتعلمون بسرعة، ويشعرون بالمنافسة في ممارسة هذه الرياضة العقلية». وتشير إلى أنّه خلال أقل من سنة، سيتمكن التلامذة من حّل معادلات حسابية مثل 11+91+84-12+67-15+49-98+13 = 190 في غضون 5 ثوانٍ وذهنياً.
يتضمن البرنامج عشر دورات، تمتد كل دورة 3 أشهر، ويخضع التلميذ لجلسة واحدة في الأسبوع لمدة ساعة ونصف أو ساعتين. وتشير مكارم إلى أنّ التلميذ يحتاج إلى التمرين لمدة عشر دقائق يومياً على «ABACUS»، وهي أداة حساب يدوية قديمة جداً موثوقة ودقيقة. أما شروط الانتساب فهي أن يعرف الأرقام من 1 إلى 10 فقط.