جواب الشراكة الحقيقية بموقف حاسم من تيار المستقبل بالاستجابة للمبادراتعزا نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم سبب طول الأزمة في لبنان إلى عاملين: الأول، خارجي حيث إن «أميركا تعتبر أن أي اتفاق بين اللبنانيين يعسّر ويصعب عليها الإمساك بالأدوات المحلية التي تعتمد عليها لتنفيذ سياستها، ما يخرجلبنان من سيطرتها، وهذا ما لا تريده»، لافتاً إلى أن العامل الداخلي يتمثل برمزين: «الأول لا يجد لزعامته استمرارية إلا بالتسلّط والغلبة والاختباء وراء الطوائف الكبرى. والثاني لم يصدق أنه أصبح جزءاً من السلطة وهو خائف أن يخسرها، فتمسك بها على علاتها».
وفي كلمة ألقاها خلال احتفال أقامه «حزب الله» في مجمع الحدث التربوي، تكريماً لشهداء «الوعد الصادق»، تطرّق قاسم إلى موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي، مشيراً إلى أن المعارضة تريدها «محكمة جنائية، وليس فزّاعة سياسية يستخدمها من في الداخل أو من في الخارج»، داعياً إلى «مناقشة بنود نظامها، كي تمرّ بشكل طبيعي في القنوات التي يجب أن تمرّ بها».
وطرح قاسم 3 عناوين لحلّ الأزمة القائمة في لبنان: «الأول، حكومة وحدة وطنية، المحكمة ذات الطابع الدولي، وإعادة إنتاج السلطة». وفي إطار هذه العناوين، أشار إلى أن حكومة الوحدة الوطنية بثلثها الضامن «ضرورية لضبط إيقاع الأطراف، وهي التي ستقرر المحكمة وتضع برنامج إنتاج السلطة على طريق الحل»، وأوضح أن المعارضة «واضحة دائماً، ووافقت على الحل الذي طرحه عمرو موسى، بينما هم لم يوافقوا. ثم وافقت على المبادرة أو الاتصالات الإيرانية ــــــ السعودية، أما هم فقالوا انهم موافقون ثم غيَّر بعضهم رأيه تحت تأثير ضغوط داخلية وخارجية»، مضيفاً: «نحن نتنازل لمصلحة الحل، لم نناور ولم نقل غير ما نريد، نحن نقبل الحل بالتوازي والتوازن الذي ليس فيه غالب ولا مغلوب، ولا تكون فيه مقايضة ولا صفقة، ولا يكون هناك رابح وخاسر، واعلموا أن لا حكومة من دون محكمة. فإذا كنتم خائفين على المحكمة، فبإمكانكم أن لا تسمحوا للحكومة ونحن نساعدكم على عدم تشكيلها. لكن إذا تقرّرت المحكمة بنقاش داخلي واتفقنا على بنودها، ألا تفرض أن تمر بحكومة الوحدة الوطنية لتقرّرها. إذاً طريق المحكمة باتجاه الحكومة، إذا لم يكن هناك حكومة فلا يمكن أن يكون هناك محكمة، أتريدون المحكمة أم لا تريدونها؟ إن كنتم تريدونها، فالحكومة ضرورية كي تمر المحكمة من خلالها، وإلاَّ فكيف تطلبون محكمة بلا حكومة؟».
وفي هذا الصدد، أكد قاسم أن اللجوء إلى الفصل السابع هو «استخدام القوة الدولية ضد دولة أو جماعة، وهو ليس محكمة دولية»، مضيفاً: «لقد أصبح الجمهور يعرف من الذي يعطل ومن الذي يعيق، وضّحوا لنا ولا تشتغلوا على مشاعر الناس. أنتم تعتبرون أن المحكمة تمسّ الطائفة السنية الكريمة، ونحن قلنا مراراً وتكراراً إذا كان هناك مقاوم في المنطقة فأول مقاومة تسجَّل للطائفة السنية الكريمة، نحن وإياها في مسرح واحد وموقف واحد، لا تلعبوا على بعض الحساسيات الطائفية، نحن نريد المحكمة الجنائية التي تستقدم القاتل، لا محكمة تنتقم من الأشخاص الذين يختلفون سياسياً مع الآخرين».
وكشف قاسم عن مضمون إحصائية تشير الى عدد الطلعات الجوية للطيران الإسرائيلي في سماء لبنان، «فمن 20 تشرين الثاني إلى 5 شباط، أي خلال 75 يوماً، هناك 384 خرقاً جوياً و14 خرقاً برياً، بمعدل وسطي هو 5 اعتداءات جوية من إسرائيل»، وتساءل: «هل هذا أمر مقبول؟ لماذا لا نسمع الصراخ ضد هذا الاعتداء الإسرائيلي؟ لماذا لا نرفع الصوت ونقول بأننا نرفض؟ لماذا لا تصدر التصريحات من هنا وهناك، كلما صرَّحت أمريكا تصريحاً أساءت فيه، أو صرَّح الإسرائيلي تصريحاً سيئاً أو كان هناك طلعة جوية واختراق للخط الأزرق؟»، مضيفاً: «لن نسمح لإسرائيل بأن تجعل لبنان جزءاً من احتلالها، ولن نسمح لأمريكا بأن تجعله جزءاً من مشروعها. المقاومة ستبقى في الموقع الدفاعي، وستبقى على كامل جهوزيتها مع كل مستلزمات الدفاع، كي لا تؤخذ على حين غرة، فنحن نعتبر أن المعركة مع إسرائيل ما زالت قائمة وعلينا أن نكون مستعدين».
وختم قاسم كلمته بتوجيه ثلاث رسائل:
أولاً: «أميركا مربكة، لأنها فاشلة. ولكن عليها أن تعلم أن من تعتمد عليهم في لبنان أعطوا أقصى ما عندهم ولم يعودوا قادرين على العطاء، فحرام عليكم ارحموهم لأن لا طاقة لهم على العطاء بعد، ولا طاقة لهم على الاستمرار والبلد يتدهور بإدارتهم وسيسجل التاريخ أنهم يتحملون المسؤولية».
ثانياً: «المعارضة ليس لديها خيار إلا لبنان وطناً للجميع، وستستمر في خيارها. وبكل وضوح قدَّمت كل ما لديها، فلا تنتظروا منها جديداً، ولا تنتظروا منها أن ترجع إلى الوراء، فلن نعطي من خلال العدوان السياسي ما لم نعطه من خلال العدوان العسكري».
ثالثاً: «جواب الشراكة الحقيقية نتأمله بموقف حاسم من تيار المستقبل بالاستجابة للمبادرات، وندعوهم إلى بدء مشوار جديد يبني لبنان الذي يعطي الجميع لنكون معاً».
(الأخبار)