strong>وفاء عواد
فيما الكلّ يتهيّأ لأسوأ السيناريوهات وأخطرها، عادت إلى الأذهان فكرة كانت قد سحبت من التداول مرات عدّة لمصلحة الحوار والتوافق، ألا وهي خيار النصف زائداً واحداً. فهل يتمّ إنزال هذا الخيار عن الرفّ ليستحيل الشرارة الأولى العملانية على طريق «حرق الأخضر واليابس»، ترجمة للتهديد الذي أطلقه النائب وليد جنبلاط؟ وهل تتحوّل ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في «خميس التغيير» من فرصة للتلاقي إلى مناسبة لإعلان الاستقلال الرئاسي؟
الإشاعات سارية، وما من ينفي إمكان لجوء قوى الموالاة إلى إطاحة كل الخطوط الحمر. فجنبلاط قرّر الحرب ولم يترك للصلح مطرحاً، والنائب سعد الحريري اتخذ قرار المواجهة. ومفردات الحرب عادت إلى التداول في برقيات مستعجلة ورموز الشيفرة الداعية لها، بدءاً من الترحيب بالفوضى والحرب، وصولاً إلى الحديث عن «العين التي تقاوم المخرز». أما خيار النصف زائداً واحداً فقد دخل، ابتداءً من يوم أمس، في دائرة التكتّم، مع وجود قرار قضى بـ«عدم الحكي في أي أمر، قبل 14 شباط»، وفق قول النائب السابق فارس سعيد.
في خضمّ هذه الأجواء، لم يعد قاموس اللغة يفي بغرض وصف تهديدات الموالين، ما دفع بمسؤول العلاقات الخارجية في «حزب الله» نوّاف الموسوي إلى إطلاق مصطلح «الفعوَدانات» على التلويح بخيار النصف زائداً واحداً، مكتفياً بالقول: «لا قدرة لهم على الإقدام، وليس باستطاعتهم دفع كلفة هذه الخطوة».
وحسب قراءة العميد المتقاعد أمين حطيط، فإن هناك ثلاثة مؤشّرات تسقط خيار اللجوء إلى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، وهي:
1- سفر معظم النوّاب الموالين المسيحيّين ممّن لم تخرج أصواتهم المعترضة بعد إلى العلن: غادر سبعة منهم لبنان، على أن يلحق بهم أربعة آخرون قبل يوم الخميس المقبل. وذلك، لـ«استنكارهم كلّ الحراك السياسي الذي تقوم به قوى 14 آذار». ما يعني أن الموالاة لم تعد قادرة على تأمين أكثر من 60 صوتاً لجلسة الانتخاب.
2- موقف البطريرك نصر الله صفير الملتزم أمام أكثر من جهة بنصاب الثلثين.
3- رفض قائد الجيش العماد ميشال سليمان هذا الخيار، انطلاقاً من تأكيده على ضرورة أن لا يكون رئيساً لفئة ما. وإذا ما تمّ طرح اسم آخر للرئاسة، فـ«هذا يعني إسقاط المبادرة العربية التي حدّدت سليمان بالاسم».
وفي إطار المؤشّر الثالث، يشير حطيط إلى تمسّك سليمان بـ«رفض جعل الجيش أداة في يد الموالاة، مهما كانت الظروف، مع تمسّكه بأن الأمن مبدأ تكليف عام»، إضافة إلى رفضه بشكل قاطع دخول الجيش في صراع مع المقاومة.
وبانتظار ما ستسفر عنه الأيام الآتية، مرفقاً باختصار مشهد الموالين بأنهم كـ«اليائس الذي قد يقدم على تصرفات غير محسوبة النتائج»، يستشرف حطيط عدم وصول حشد الخميس إلى الـ100 ألف مشارك، وستكون هناك «مفاجأة سلبية»، عازياً سبب تراجع إمكان المشاركة إلى «الحماقة التي ارتكبوها عبر إيجاد حالة توتيريّة خلقت ارتدادات سلبيّة لن تنفع معها أي خطابات سياسيّة قد تعتمد قبل يوم الخميس».