البقاع ــ نقولا أبو رجيليتأجلت عملية تلف القوى الأمنية نباتات حشيشة الكيف إلى يوم 11 الجاري، بعدما كان من المقرر أن تبدأ هذه العملية يوم أمس. وقال مسؤول أمني لـ«الأخبار» إن إحجام معظم أصحاب الجرارات الزراعية، التي تمّ اسئجارها، عن الحضور صباح أمس، تخوفاً من حصول توترات أمنية تعرّض حياتهم للخطر، أدى إلى تأجيل التنفيذ، مرجّحاً اللجوء إلى استخدام جرافات كبيرة تابعة لقوى الأمن، أو الاستعانة بآليات تابعة لوزارة الأشغال العامة التي أبدت استعدادها للتعاون وتقديم عدد من جرافاتها من دون سائقين، على أن توكل مهمة قيادتها إلى عناصر من قوى الأمن. كما تكرر على لسان بعض ضباط الشرطة أن أحد أسباب تأجيل التلف هو تأخير طرأ على التنسيق اللوجستي مع قوى الجيش التي يفترض أن تؤازر الشرطة القضائية في مكافحة الممنوعات في البقاع. وكانت الشرطة قد قامت، على مدى شهرين، بعمليات كشف واسعة شملت جميع المناطق البقاعية المحتمل زراعتها بهذه النباتات، تبيّن بنتيجتها أن مجموع المساحات المزروعة قاربت الـ 15 ألف دونم، بعدما تقلّصت هذه المساحات تدريجاً خلال السنوات الأخيرة، من 75 ألف دونم، لتصل في العام الماضي إلى حوالى 23 ألف دونم. أسباب ذلك بحسب ما أوضح مسؤول أمني لـ«الأخبار»، تعود بشكل رئيسي إلى مكافحة التهريب من خلال التشدد بضبط الحدود البرية والبحرية، ما أدى الى تكدّس الإنتاج في المستودعات، وعدم تمكّن المزارعين والتجّار من إيجاد أسواق خارجية لتصريف الحشيشة المصنّعة والمواد المخدرة، وبالتالي انخفاض الأسعار التي تخضع لسوق العرض والطلب. كذلك فإن قيام الجيش اللبناني والقوى الأمنية بحملة عسكرية واسعة شملت معظم مناطق البقاع الشمالي مطلع العام الجاري، جاءت حصيلتها توقيف عدد من المطلوبين للعدالة بجرائم مختلفة، وضبط ومصادرة كميات كبيرة من المواد المخدرة في جميع مراحل تصنيعها، أسهمت إلى حدّ كبير في تراجع نسبة المساحات التي كانت تزرع بالممنوعات.