رضوان مرتضىشرب عامر وسليم البيرة حتى سكرا، انتهت السهرة، وانصرف بعدها عامر من منزل سليم باعتبار أن السهرة قد انتهت، لكنه عاد بعد نصف ساعة برفقة شريكه طارق. ضربا سليم وطعناه بسكين فأصاباه بجروح بالغة. لم تنته المسألة عند الاعتداء الجسدي فقط، بل سلباه مبلغاً من المال قدره مئة دولار ومئة وخمسون ألف ليرة لبنانية وأربعة آلاف ليرة سورية. انتقل بعدها سليم فوراً إلى مركز فصيلة جسر بيروت، حيث ادّعى على المعتديَين، فتوجّهت دورية إلى منزله. كان عامر لا يزال داخل المنزل، حاول عناصر الدورية توقيفه فقاومهم بعنف محاولاً الفرار من أمامهم. كان بحالة عصبية، الأمر الذي اضطر رجال الدورية إلى إطلاق ثلاث طلقات تحذيرية في الهواء. هدأ قليلاً، فتمكّنوا من السيطرة عليه وتوقيفه، فعُثر بحوزته على حديدة مسنونة كالسيف وعليها آثار دماء.
أُجري اتصال بالصليب الأحمر، فحضر طاقم منه، وأجرى للمصاب سليم الإسعافات، ومن ثمّ نُقل إلى مستشفى بعبدا الحكومي لتقطيب جروحه.
بدأ التحقيق مع المدّعى عليه، فأفاد أنه أثناء وجوده في شقة صديقه سليم، حصل تلاسن بين المدعي من جهة، والمتهم وطارق من جهة ثانية، بعدما أنكر الأول تسلّمه أموالاً من الأخيرين بغية شراء قارب صيد، فضربه طارق بسكين كانت بحوزته وهرب، فيما بقي هو في المنزل.
وقد أجرى الطبيب الشرعي بناءً على إشارة النيابة العامة كشفاً على المدعي، فتبيّن أنه مصاب بجروح بالغة في الجانب الأيسر من الرأس والأذن وأعلى الكتف. كما تبيّن أن هناك جرحاً بالغاً في اليد اليمنى، وخدوشاً متعددة في الرقبة، وجرحاً في كلّ من الساعدين، وأشار الطبيب إلى أنّ حالته تستدعي تقطيب جروحه، والراحة والعلاج لمدة أسبوع وتبيّن أن محلة النبعة، حيث يقع منزل المدعي، قد شهدت عمليتي سلب للعمال من التابعية السورية، فعُرض المتهم عامر على المدعيَين عليوي وخالد فأفادا أنه أحد الذين سلبوهما، والذين انتحلوا صفة أمنية. وقررت محكمة الجنايات في جبل لبنان، برئاسة القاضي عبد الرحيم حمود وعضوية المستشارين راجي هاشم ورانيا بشارة، تجريم عامر غيابياً، وإنزال عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة بحقه لمدة 6 سنوات، ورفعها تشديداً للأشغال الشاقة المؤبدة، وتجريده من حقوقه المدنية.