الاستياء السعودي من الاستحواذ على «تويتر»، عبّر عنه حساب «ملفات كريستوف» الذي يقول معارضون سعوديون إنّ القحطاني شخصياً يديره؛ إذ وصف الشركة بأنها ذراع من أذرع الهيمنة الأميركية، قائلاً إن «التاريخ القومي والمكانة الأمنية للشركة، أمور ثابتة غير قابلة للمساس. قد تتغيّر بعض سياسات المنصّة وقد تتوسّع في بعض المزايا والمحظورات، لكنها لن تخرج أبداً عن خطّها الأساسي». وإذا كان هذا الموقف يتقاطع مع موقف إدارة بايدن المتوجّسة من الاستحواذ، في مقابل ترحيب جمهوري به، على رغم إعلان دونالد ترامب عدم رغبته في العودة إلى المنصّة، إلّا أنّ التعليق السعودي يعكس خوف ابن سلمان من الدولة العميقة في أميركا، والتي كانت معارضة لتولّيه الحكم حتى في ظلّ رئاسة ترامب، على رغم أنّ الأخير سار عكس رغبتها، كما فعل في سياسات كثيرة أخرى.
«تويتر» أداة رئيسة يستخدمها ابن سلمان في الترويج لـ«إنجازاته» ومشاريعه وتخوين معارضيه وقمعهم
الخصومة المريرة بين ماسك وابن سلمان نابعة أساساً من رفض الأوّل إنشاء مصنع ضخم للسيارات الكهربائية في المملكة لشركة «تسلا»، ضمن ما يقول السعوديون إنه اتفاق بين الطرفين قضى بتمويل السعودية الاستحواذ على الشركة. وكان الثاني يصرّ على بناء المصنع ليسوّق نفسه بوصفه رجل تحديث، إلّا أن الأول اعتبر هذا المشروع عديم النفع، وفق ما كشفت عنه وثائق عُرضت في محكمة في كاليفورنيا، تتضمّن دردشة على «واتسآب» بين الثريّ الأميركي، ومحافظ «صندوق الاستثمارات العامّة السعودي» ياسر الرميان. حينها، أطلق ماسك تغريدة يعلن فيها أن التمويل «مؤمَّن» (من السعودية) للاستحواذ على «تسلا» بواقع 420 دولاراً للسهم، لكن ابن سلمان فوجئ بأنّ ماسك لم يُشِر إلى بناء المصنع في السعودية، كما لم يتلقّ المفاوضون السعوديون أيّ التزام من الأخير حيال ذلك، فغضب وانسحب من المفاوضات كلّياً، ما سبّب مشكلة للملياردير الأميركي مع هيئة الأسواق المالية الأميركية، بالنظر إلى أنّ الإعلان عن الصفقة له تأثير على سعر السهم، وهو ما استتبع رفع دعوى قضائية من مالكي الأسهم الذين تضرّروا من الإعلان.
قد لا يستطيع ماسك نفسه السيطرة على المسار الذي ستسلكه «تويتر» تحت ملكيّته، بمعنى أنه قد يتّضح أن التحكّم بأمور مثل الجيوش الإلكترونية صعب، أو حتى مسيء للقيمة التجارية للشركة، إذا افترضنا أنه ممكن تقنياً، لكن المنصّة لن تكون على الأقلّ أداة طيّعة في يد وليّ العهد السعودي، كما هي الآن.