يوماً تلوَ آخر، تتكشّف مساعي الإمارات للذهاب إلى أبعد الحدود في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل، واستعدادها للارتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، بعد مرور أربعة أشهر على افتتاحها موسم التطبيع في ظلّ رئاسة دونالد ترامب. وهي مدّة كانت كافية لتوقيع اتفاقات بين الجانبين على الصعد كافة، وصولاً إلى تثبيت العلاقات الدبلوماسية بوصول القائم بالأعمال الإسرائيلي، إيتان نائيه، إلى أبو ظبي لتسلُّم مهمّاته على رأس السفارة هناك، وإيلان شتولمان لترؤّس القنصلية العامة للكيان العبري في دبي، والتي سيتركّز عملها على تطوير العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل والإمارات، والعمل على تعزيز العلاقات السياحية والطيران، كما ستحتلّ التكنولوجيا الفائقة ومجالاتها المختلفة مكانة مركزية. تعليقاً على الحدث "التاريخي"، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أن "افتتاح السفارة (في أبو ظبي) سيُتيح توسيع العلاقات الثنائيّة بين إسرائيل والإمارات، لتحقيق الإمكانات الكامنة في هذه العلاقات بشكل سريع وشامل"، شاكراً "وليّ عهد الإمارات سموّ الشيخ محمد بن زايد وزميلي وصديقي وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد لقيادتهما وحسن استضافتهما لممثّلينا". وجاء إعلان الخارجية الإسرائيلية بُعيد مصادقة حكومة الإمارات على إقامة سفارة للدولة الخليجيّة في تل أبيب.وفي سياق تطوير العلاقات بين الجانبين، أكّدت صحيفة "كالكليست" الاقتصادية العبرية، أمس، أن قسم الصادرات في وزارة الأمن الإسرائيلية، سيقيم جناحاً خاصاً لإسرائيل في معرض "IDEX" الدولي للسلاح، الذي سيُعقد في أبو ظبي الشهر المقبل. ويشمل المعرض، الذي سيُفتتح خلال الفترة ما بين 21 و25 شباط/ فبراير، أحدث ما توصّل إليه قطاع الصناعات الدفاعية، من تكنولوجيا ومعدات دفاعية متطوّرة، فيما يتخلّله عقد شراكات استراتيجية بين مختلف الجهات المشاركة، وكبرى الشركات العالمية. وستشارك الصناعات العسكرية والأمنية الإسرائيلية، للمرّة الأولى، في المعرض الأكبر على مستوى الخليج، وفق الصحيفة التي كشفت أن وفداً إسرائيلياً رسمياً سيزور المعرض، برئاسة وزير الأمن، بيني غانتس، لافتة، في الوقت ذاته، إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو حظر على الوزراء السفر إلى دول الخليج، قبل أن يقوم هو شخصياً بزيارتها.