لم يمرّ وقت قليل على سماح الرقابة العسكرية الإسرائيلية لوسائل الإعلام، اليوم، بالكشف عن اتصالات قائمة بين تل أبيب والمنامة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، حتى صرّح وزير الاقتصاد الإسرائيلي، إيلي كوهين، بأنه تلقّى دعوة من البحرين لزيارتها والمشاركة في مؤتمر اقتصادي يرعاه البنك الدولي.كوهين أكد ذلك صباح اليوم، في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة، مضيفاً أنه تلقى الدعوة للمشاركة في المؤتمر الذي سيُقام في المنامة خلال شهر نيسان/ أبريل من العام المقبل، ويستمر ثلاثة أيام بمشاركة 170 طرفاً إقليمياً ودولياً، وبرعاية من البنك الدولي.
وبرغم أن كوهين لم يصرّح عمّا إذا كان سليبّي الدعوة أو لا، فقد نقلت الإذاعة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى (لم تسمِّه) قوله إن «تحسين العلاقات مع البحرين أمر يأخذ وقتاً ولا يتم بين ليلة وضحاها»، كاشفاً أن «تل أبيب والمنامة تخوضان مساراً مفتوحاً من المحادثات لتحسين العلاقات، ومن المقرر أن يستمر هذا المسار وقتاً».
من جهتها، لم تعلّق البحرين حتى الآن على الأنباء الواردة من تل أبيب، لكن صحيفة «إسرائيل اليوم» قالت إن «البحرين تتودّد منذ فترة لإسرائيل، والدليل تصريحات وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، التي ذكر فيها أنه طالما أن إيران تُخل بالوضع القائم في المنطقة، وتستبيح الدول بقوتها الصاروخية، فإنه يحق لأي دولة في المنطقة ومن ضمنها إسرائيل أن تُدافع عن نفسها بتدمير مصادر الخطر والتهديد».
في سياق متصل، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام رئيس التشاد، أديس ديبي، الذي يزور تل أبيب حالياً، وقال إنه سيزور دولاً عربية في المستقبل المنظور، بعدما زار أخيراً سلطنة عُمان.
يُذكر أنه قبل أيام كشف المتحدث باسم نتنياهو لوسائل الإعلام العربية، هاني مرزوق، أن نتنياهو سيزور البحرين قريباً، معتبراً أن هذه الزيارة ستكون «تمهيداً لما هو أكبر وشرق أوسط آخر». كذلك، يُشار إلى أنه منذ شهر ونصف كَثُرت زيارات المسؤلين الإسرائيليين إلى دول خليجية بشكل علنيّ. أهمها زيارة نتنياهو برفقة رئيس «الموساد»، يوسي كوهين، إلى عُمان ولاحقاً زيارة وزير الاستخبارات والمواصلات، يسرائيل كاتس، إلى البلد نفسه، حيث طرح مشروع مد سكة حديد يصل بين حيفا ودول الخليج وصولاً للسعودية. كذلك، تلقت وزيرة الرياضة والثقافة، ميري ريغيف، دعوة من دولة الإمارات، حيث زارت أبو ظبي على رأس وفد رياضي لبطولة الجودو. واستضافت قطر وفداً رياضياً من تل أبيب شارك في بطولة الجمباز، ومن ضمن المشاركين كان هناك جنود في جيش الاحتلال. وتبع ذلك أيضاً دعوة وجهتها الدوحة لضباط في الجيش الإسرائيلي، شاركوا في مؤتمر اقتصادي سياسي عُقد على أراضيها.