لم تمضِ أيام قليلة على استضافة سلطنة عُمان لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في «بيت البركة»، واجتماعه مع السلطان قابوس بن سعيد، والتي تزامنت مع زيارة وزيرة الرياضة والثقافة، ميري ريغيف، لأبو ظبي، لمدّة خمسة أيام، تخلّلتها زيارة لمسجد الشيخ زايد بدعوة رسميّة، حتّى استقبلت الدوحة، اليوم، ضباطاً عسكريين ومستشارين سياسيين إسرائيليين، يشاركون في مؤتمر ترعاه وزارة الخارجية القطرية. بالإضافة إلى المشاركين في المؤتمر، لا يزال وفد «الجمبار» الرياضي الإسرائيلي موجود في أحد فنادق الدوحة «ولكن بعيداً عن أعين الكاميرات، بطلب من السلطات القطرية»، كما قالت مُراسلة الشؤون العربية في «يديعوت أحرونوت» سميدار بيري، (المقربة من الاستخبارات الإسرائيلية)، والموجودة حالياً في الدوحة.

بحسب الصحافية الإسرائيلية، فإنّ «الدوحة تستضيف في هذه الأيام رياضيين إسرائيليين وكذلك ضباطاً إسرائيليين سابقين ومستشارين سياسيين في مؤتمر سياسي – اقتصادي خاص برعاية الخارجية القطرية». بيري تابعت أنّ «الإسرائيليين ليسوا موجودين في أبو ظبي وعُمان فحسب، وإنّما كذلك في الدوحة»، مؤكدةً أنّ «فرقة رياضية إسرائيلية تتدرّب في أحد فنادق الدوحة، لكن الأمر محاط بالسرية نزولاً عن طلب القطريين».
وأضافت بيري أنّ الدوحة تستضيف مجموعة إسرائيلية أخرى، تشارك في مؤتمر اقتصادي- سياسي، بدعوة رسمية من القطريين، موضحةً أنّها تحدثت مع مسؤول قطري كبير سَرَّ لها أنّه «يتوقّع تحسن العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج أكثر، وأن الدولة الخليجية التالية التي ستحسن علاقاتها مع إسرائيل بعد عمان والإمارات ستكون البحرين».
المسؤول القطري «الكبير» الذي لم تكشف بيري عن هويته، وصف العلاقات بين إسرائيل والسعودية بـ«العميقة جداً»، لكنّه قال إنّ «العلاقات ستبقى خلف الستار في الوقت الراهن، بناءً على رغبة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان».
في سياق متصل، أكّد وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شطاينتس، اليوم، أنّ «تعزيز العلاقات مع دول الخليج بالنسبة إلى إسرائيل، أمرٌ يقع في أعلى سلَّم الأولويات، وذلك في إطار تصدّيها لإيران». وفي معرض كلامه تطرق شطاينتس إلى مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، معتبراً أنّ ما حصل هو «عمل خسيس يستحقّ التوبيخ، فالقتيل صحافي ومواطن وليس إرهابياً»، لكنّه استرك «تصدّي إسرائيل مع حلفائها لإيران أكثر إلحاحاً (من قضية خاشقجي)».