استبقت الحكومة السورية انعقاد اجتماع جامعة الدول العربية للتباحث حول الوضع السوري بتوجيه وزارة الخارجية السورية رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية جددت خلالها الالتزام بالمبادرة مؤكدةً قيامها «خلال أسبوع بتنفيذ معظم بنود هذه الخطة، في موازاة مطالبتها للجامعة باتخاذ موقف من التصريحات الأميركية التحريضية».
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا» أن وزير الخارجية والمغتربين، وليد المعلم وجه «رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أمس (الاربعاء) بيّن فيها أن هذا التحريض الأميركي قد يشكل مؤشراً لتبرير تدخل خارجي وعقوبات اقتصادية وسياسية ضد سوريا بموافقة من بعض الدول العربية، آملاً عدم الالتفات إليه وموضحاً خطورة تلك التصريحات على مستقبل العمل العربي المشترك برعاية جامعة الدول العربية».
ووفقاً لـ«سانا» أكد المعلم «أن سوريا، التي أعلنت التزامها بخطة العمل التي جرى الاتفاق عليها، تؤكد قيامها خلال أسبوع بتنفيذ معظم بنود هذه الخطة وذلك خلافاً لما تروج له بعض الفضائيات المغرضة، وأن مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة سيطلع مجلس وزراء جامعة الدول العربية على الخطوات التي اتخذت في هذا الصدد».
على المقلب الآخر، يستعد وفد من المجلس الوطني السوري، وفقاً لما نقلته وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة» لزيارة موسكو بداية الأسبوع المقبل بدعوة من روسيا لإجراء محادثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف ومسؤولين في مجلسي الدوما والشيوخ، فيما كشف عضو مكتب الأمانة العامة للمجلس، جبر الشوفي، في تصريح لصحيفة الشروق الجزائرية عن رفض رسمي جزائري لاستقبال وفد من المكتب التنفيذي للمجلس في الوقت الراهن، دون تقديم سبب لذلك.
وفي السياق، قال مصدر من داخل المجلس الوطني السوري، إن «المعارضة السورية بكل أطيافها، والتي انضوت تحت لواء المجلس ستلتقي يومي 26 و27 من الشهر الجاري في تونس».
في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم الخارجية الروسية لوكاشيفيتش أن «من الصعب في ظل الوضع المعقد الراهن ايجاد اطار للمساعدة على اقامة الحوار يكون أفضل من جامعة الدول العربية»، معرباً عن أمل بلاده في أن يؤدي الاجتماع الوزاري الطارئ لجامعة الدول العربية إلى نتائج ايجابية، وتساعد على اقامة الحوار بين السلطات السورية والمعارضة. وأشار إلى أن التصريحات حول أن مبادرة الجامعة العربية غير فعالة يلاحظ فيها موقف تلك الدول التي تهتم بتحريك «السيناريو الليبي في العلاقات الدولية»، فيما حذر نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، خلال لقائه أول من أمس في موسكو نائب وزيرة الخارجية الأميركية أوندي شيرمان، من أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية السورية، مشدداً على الضرورة الملحة لاستخدام جميع الإمكانيات المتاحة لتسوية الوضع في سوريا بسبل سياسية سلمية حصراً.
ميدانياً، أشارت وكالة الأنباء السورية إلى «استشهاد الطفلين الشقيقين أحمد ومنير علوان من أهالي قرية المعلقة التابعة لمنطقة جسر الشغور في إدلب نتيجة انفجار مواد متفجرة وضعتها مجموعة إرهابية مسلحة في أحد المنازل القديمة المهجورة في القرية». وأشارت «سانا» إلى «استشهاد المجند مخلد العوض والحارس المدني محمد عبدو الفتاح العمر، كما جرح العنصران زيد حتروش وهياف الخلف إثر استهدافهما من قبل مجموعة إرهابية مسلحة في بلدة الكفير التابعة لمنطقة جسر الشغور». وفي السياق، ذكرت «سانا» أن «انفجار عبوة ناسفة كانت مزروعة على طريق عام خان شيخون معرة النعمان أدى إلى إصابة 3 عناصر من قوات حفظ النظام».
من جهتها، نقلت وكالة «فرانس برس» عن المرصد السوري لحقوق الانسان قوله «ارتفع الى عشرين عدد الشهداء المدنيين الذين انضموا إلى قافلة شهداء الثورة السورية، بينهم 16 في محافظة حمص»، فيما تحدث عن مقتل 6 جنود في هجمات. وأضاف المرصد «وفي محافظة ادلب استشهد أربعة أشخاص، واحد في كفرومة وآخر في بنش واثنان في خان شيخون». وفي المحافظة نفسها، قال المرصد إن «اربعة من جنود الجيش السوري على الاقل قتلوا في هجوم نفذه مسلحون يعتقد انهم منشقون على حاجز للجيش في بلدة حاس قرب مدينة معرة النعمان». كذلك تحدث المرصد عن «مقتل ضابط برتبة ملازم اول وجندي من الجيش النظامي السوري واصابة خمسة جنود بجروح في قرية المربعية شرق مدينة دير الزور» . وفي حرستا قرب دمشق وقعت مواجهات وفقاً للمرصد بين الجيش ومنشقين مفترضين، فيما نقلت «رويترز» عن ناشط في منطقة حرستا، قوله إن «ثلاثة جنود منشقين قتلوا».
من جهة ثانية، طالبت منظمة العفو الدولية الجامعة العربية بالضغط على سوريا للسماح بنشر مراقبين لحقوق الإنسان على أراضيها، مشيرةً إلى أن «أكثر من 100 شخص لقوا مصرعهم» منذ أن أعلنت الحكومة موافقتها على المبادرة العربية.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)