غزة | مع اقتراب استحقاق أيلول وطلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية، نشأت مبادرة شبابية تحت عنوان «الحملة الوطنية فلسطين: 194»، من أجل حشد التأييد الشعبي للمطالبة بإقامة دولتهم. وانطلقت أول من أمس أولى فعاليات الحملة في قطاع غزة، بتسيير قطار «طفطف» محمّلاً بعشرات الأطفال، بدءاً من محافظة رفح جنوب القطاع إلى بلدة بيت حانون شماله، دعماً للتوجه الفلسطيني لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ورفع الأطفال خلال رحلتهم بالقطار الأعلام الفلسطينية، مردّدين الأناشيد الوطنية والهتافات الداعية إلى ضرورة تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة. زياد طه، طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، كان بين الأطفال المشاركين مع بعض رفاقه من أجل تأكيد حقه كبقية أطفال العالم بالعيش في أمن وأمان في دولة فلسطينية مستقلة. وقال زياد: «أنا أوجّه رسالتي إلى كل العالم أن يتطلّعوا إلينا، وعليهم أن يقتنعوا بأننا نستحق الحياة ويكون لنا مستقبل كباقي أطفال العالم». وبعد صمت قصير وهو ينظر إلى السماء، يضيف زياد «كثيراً ما أبكي حين أجد نفسي محروماً من حقي الشرعي في العيش مع عائلتي بأمن وأمان، وأن يكون لنا مستقبل»، فيما طالبت الطفلة شهد عرندس (11 عاماً)، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة تحقيق حلم جميع الفلسطينيين بالحصول على دولة.
وجاب «قطار طفطف» معظم محافظات القطاع ومخيماته وصولاً إلى معبر بيت حانون في الشمال، حيث كانت محطته الأخيرة في المنطقة الفاصلة بين الأراضي المحتلة عام 1948 وقطاع غزة، وأطلق الأطفال عشرات البالونات في الهواء تحمل الأعلام الفلسطينية، وسط هتافات وتشجيع النشطاء المجتمعين وأفراد من الحملة.
بدوره، أكد منسّق الحملة في غزة، محمد المقادمة، أن الحملة تهدف إلى حشد التأييد الشعبي لخيار القيادة الفلسطينية بالتوجه إلى الأمم المتحدة ونقل ملف القضية الفلسطينية بكافة أبعادها إليها، بعد فشل المفاوضات مع دولة الاحتلال. وحثّ دول العالم على دعم التوجه الفلسطيني لنيل الحقوق الطبيعية والمشروعة، وأن يتحمّل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني.
وأشار إبراهيم الشطلي، الناشط في الحملة، إلى أن هذه الفعالية ما هي إلا جزء صغير من العديد من الفعاليات المزمع تنفيذها في القطاع، من أجل حشد التأييد الجماهيري للمطالبة بتحقيق حلم الفلسطينيين الذين طالما ناضلوا وقدّموا آلاف الشهداء من أجله. وقال: «نحن أمام تحدّ كبير، سواء كان داخلياً أو حتى خارجياً، لذلك علينا أن نحصّن الوضع الداخلي، ونعمل على توعية المواطنين هنا على أهمية هذه الخطوة التاريخية، لنتمكن من مجابهة الضغوط الإسرائيلية والأميركية التي تمارس علينا من أجل حرماننا من تحقيق أهدافنا».
وبدت ملامح الأطفال المشاركين في الفعالية مفعمة بالأمل والتفاؤل بالمستقبل القريب، رغم تخوّف العديد من الكبار والسياسيين من شراسة المعركة السياسية التي تواجهها القضية الفلسطينية في هذه الأيام.
وفي سياق الفعاليات الداعمة للتوجه إلى الأمم المتحدة، نفّذ حزب «الشعب» اعتصاماً في وسط رام الله لمطالبة القيادة بمواصلة خيارها بالتوجه إلى الأمم المتحدة من أجل نيل مقعد دائم وعضوية كاملة لفلسطين في الهيئة الأممية، ورفض الضغوط الأميركية على القيادة، والتي ترمي إلى وأد التحرك الفلسطيني. وردّد المعتصمون الهتافات التي أكدت أن الشعب الفلسطيني يقف خلف قيادته، وأكدوا عدم ثقتهم بالإدارة الأميركية وسيطاً، لانحيازها الكامل إلى مصلحة إسرائيل، وطالبوا بأن تكون فلسطين العضو الرقم 194 في الأمم المتحدة.