الكويت | شهدت جلسة استجواب وزير الداخلية الكويتي، أحمد الحمود الصباح، من قبل النائب المنضوي ضمن الأقلية البرلمانية محمد الجويهل في مجلس الأمة الكويتي، أمس، لغة تخاطب متدنية جداً بين عدد من النواب وحولت الجلسة إلى جلسةٍ صاخبة. وتركزت الأنظار على السجالات التي حصلت خلال مناقشة الاستجواب، والتي وصلت إلى حد التشابك بالأيدي، وسط شتائم وعبارات مستهجنة من طراز «مومس» و«عاهرات»، على الرغم من أن الاستجواب، الذي تضمّن محاور تتعلق بـ«التزوير في ملف المجنسين» و«الانفلات الأمني» و«انتشار الأسلحة» و«تعمد وزارة الداخلية إهدار المال العام والتنفيع»، مرّ دون طرح الثقة بالوزير لعدم توفر العدد اللازم لذلك وهو عشرة نواب.
وبمجرد بدء مناقشة الاستجواب، وضع الجويهل، وهو النائب الأكثر إثارة للجدل ومعروف بانتقاداته الحادة للبدو، لوحة كتب عليها «الكويت للكويتيين فقط»، في إشارة إلى رفضه المجنسين والبدو ومزدوجي الجنسية، ما أثار غضب الغالبية البرلمانية التي أصرت على إزالة اللوحة.
وتوجه النائب المعارض خالد شخير، محاولاً الاعتداء على الجويهل، قائلاً له «البدو تاج راسك والحضر ما تمثلهم أنت لأنك منحرف، لا أنت حضري ولا أنت بدوي والشعب يعرف انك مومس وكل يوم لك رئيس». إلا أن عناصر الأمن حالت دون وقوع تشابك بينهما، فيما حدثت فوضى كبيرة أدت إلى رفع الجلسة مؤقتاً وإخلاء القاعة من الجمهور الغفير الذي كان يحضرها.
وبعد استئناف الجلسة، انتقل الجويهل، الذي أزال اللوحة، إلى مهاجمة غير محددي الجنسية (البدون) ووصفهم بأنهم «هيلق» أي «فئات متدنية في المجتمع»، مطالباً وزير الداخلية بعدم التعامل معهم بإنسانية، متوجهاً إليه بالقول «لا أبحث عن طرح ثقة وكل ما أطلبه منك تطبيق القانون وتنظيف البلد من المزدوجين لأنهم خطر على الحكم». وكان لافتاً عرض الجويهل لصورة من جواز سفر أميركي لابن نائب رئيس المجلس السلفي خالد السلطان.
بدوره، تحدث النائب المعارض علي الدقباسي متسائلاً «كيف لصاحب سوابق وعضوية مطعون فيها (الجويهل) أن يستجوب وزير داخلية؟»، مضيفاً «العاهرات أكثر من يتكلمن عن الشرف».
أما النائب الليبرالي، علي الراشد، الذي تحدث مؤيداً استجواب الجويهل، فقد اعترض على المطالبات برفع اللوحة، متسائلاً «هل تريدون أن نكتب أن الكويت لقطر؟». وأضاف «لا أتفق مع الجويهل وأسلوبه، لكن وقوفي اليوم مع قضية التجنيس الكبيرة التي تهز أمن الكويت، فكيف لولد أبوه جنّس قبل خمس سنوات ولديه جواز إيراني وآخر عراقي ومسجل بدون ويدخل كلية الضباط؟».
في غضون ذلك، بدأت التباينات والاختلافات بين أطراف الغالبية البرلمانية المعارضة بالظهور، حيث قدمت أول من أمس، استجوابين منفصلين لوزير المال مصطفى الشمالي حول بعض التجاوزات المالية، الأول من قبل النواب خالد الطاحوس وعبد الرحمن العنجري ومسلم البراك مجتمعين، والثاني من قبل النائب عبيد الوسمي منفرداً.