خرج آلاف السوريين المناهضين للنظام أمس في تظاهرات تحت شعار «إخلاصنا خلاصنا»، في وقت اعلن فيه الموفد الدولي الخاص كوفي انان أن هناك مؤشرات ميدانية «طفيفة» على احترام خطته للحل. في هذا الوقت، أكد رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة إلى سوريا، الجنرال روبرت مود، في تصريح للصحافيين في مبنى محافظة ادلب التي زارها امس، «أن البعثة لاقت التسهيلات الكثيرة من طرف الحكومة السورية، الامر الذي يساعد على ان يكون عمل اللجنة عملاً ميدانياً على أرض الواقع، والقيام بأعمال التوثيق وتسجيل الحقائق كما هي». بعد ذلك قام رئيس البعثة بزيارة مدينة معرة النعمان، واطلع على واقعها. وكان الجنرال مود قد قال، في تصريح للصحافيين باللاذقية، إن المدينة «الآن هادئة، وليس فيها أي تحديات دراماتيكية»، كما زار وفدان من المراقبين الدوليين حي جنوب الملعب وطريق كفر بهم ودوار مصياف ومنطقة الكراجات بمدينة حماة ومدينة تلكلخ بحمص.

ومن جنيف، اعلن موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة كوفي انان «مؤشرات طفيفة» على احترام الخطة ميدانياً. وقال المتحدث باسمه، احمد فوزي، «هناك مؤشرات على الارض تفيد عن احراز تقدم، ولو أنها بطيئة وطفيفة، وهناك ايضاً مؤشرات ميدانية لا ترونها»، مضيفاً إن «عملية الوساطة هذه تجري بطبيعتها بعيداً عن الأضواء».
وقال المتحدث إن انان سيبلغ مجلس الامن الدولي ما آلت اليه خطته في الثامن من ايار بواسطة دائرة فيديو مغلقة من جنيف. واضاف إن «خطة انان تسير على السكة، ولا يمكن حل ازمة بدأت قبل اكثر من عام في يوم أو أسبوع».
رغم ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، امس انه اذا لم تلتزم الحكومة السورية بوقف اطلاق النار الذي ترعاه الامم المتحدة، فيجب على المنظمة الدولية التفكير في استصدار قرارات أخرى. واتهم البيت الابيض امس الحكومة السورية بعدم احترام خطة السلام المدعومة من الامم المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض، جاي كارني، إن الرئيس السوري بشار الأسد «لم يبذل اي جهد لاتخاذ أي من الاجراءات»، التي تشملها الخطة.
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس ان فرنسا ترى ان سوريا تستمر في عدم احترام تعهداتها وتواصل عمليات القمع في البلاد، ودعت الامم المتحدة الى تسريع الانتشار الكامل للمراقبين.
في المقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو لاحظت انخفاضاً في مستوى العنف في سوريا، على الرغم من استمرار حدوث انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن المتحدث باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش، قوله «يبقى الوضع في سوريا متوتراً جداً، لكننا لا نرتئي وضع الأمر في إطار دراماتيكي، فبالرغم من عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بصورة كاملة وفق ملاحظات مراقبي الأمم المتحدة، تدنى مستوى العنف في سوريا إلى حد كبير».
وأضاف إن «هناك قوى لا يرضيها انخفاض العنف، وتظهر توقعات دراماتيكية تنبئ بفشل مهمة كوفي أنان الذي لم يباشر العمل على أكمل وجه بعد».
ويزور وفد من المعارضة السورية برئاسة رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون الاثنين الصين. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية ليو وايمين أن غليون سيزور الصين بدعوة من معهد الشعب الصيني للعلاقات الخارجية، على أن يلتقي خلال الزيارة مسؤولين في وزارة الخارجية.
ميدانياً، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل ثلاثة اشخاص في محافظة حمص. وفي محافظة حماة، قتل ثلاثة مواطنين «إثر استهداف سيارتهم بعد منتصف ليل الخميس الجمعة من حاجز للقوات النظامية قرب دوار العجزة في مدينة حماة»، كما قتل مدني امام مسجد من بلدة اللطامنة في ريف حماة على أيدي مسلحين، بحسب المرصد الذي اشار الى أن اشتباكات عنيفة وقعت بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة في بلدة مورك في المحافظة نفسها، ما ادى الى اصابة مقاتلين من المجموعات المسلحة بجروح. وفي محافظة دير الزور، قتل مواطن في قرية موحسن، كما قتل مواطن في بلدة المليحة في ريف دمشق. وفي مدينة حلب، قتل ثلاثة مواطنين، هم رجل وزوجته وطفلهما، اثر اطلاق الرصاص عليهم في حي السكري بعد منتصف ليل الخميس الجمعة.
وتوفي فتى متاثراً بجروح اصيب بها في اطلاق نار في حي صلاح الدين في مدينة حلب، كما قتل مواطن في حي التضامن في دمشق عندما اطلقت القوى الامنية النار لتفريق
تظاهرة.
في المقابل، اعلنت وكالة سانا مقتل عدد من الإرهابيين أول من امس خلال محاولتهم اغتيال ضابط أثناء ذهابه إلى عمله بمشفى تشرين العسكري، كما أعلنت سانا مقتل مدني واصابة آخر بعدما استهدفت مجموعة ارهابية مسلحة أول من أمس بنيران أسلحتها الرشاشة سيارة سياحية على طريق سلمية ـــــ حمص.
وذكرت سانا أن 133 مواطناً من محافظة ريف دمشق «ممن غرر بهم وتورطوا في الأحداث الأخيرة ولم تتلطخ أيديهم بالدماء سلموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة».
(سانا، رويترز، أ ف ب، يو بي آي)