حرب العصابات في غزة يمكن أن تستمرّ لسنوات عديدة
سياسياً، نقلت «القناة 13» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أول من أمس، أن تل أبيب تراقب إمكانية حصول تغيير في موقف حركة «حماس» في المفاوضات، في ظلّ التعديلات التي تروّج لها واشنطن، على مقترح الاتفاق الذي كان قد عرضه الرئيس جو بايدن على أنه مقترح إسرائيلي. لكن، مع ذلك، «لا تفاؤل خاصّاً في إسرائيل إزاء ما قد تسفر عنه الخطوة الأميركية»، بحسب القناة. واعتبر المسؤول الإسرائيلي أنه «إذا وافقت حماس على الصياغة الجديدة التي قدّمتها الولايات المتحدة فسوف يسمح ذلك بإتمام الصفقة»؛ إذ «لا تعتزم تل أبيب الاعتراض على التعديلات الأميركية». وبحسب موقع «واللا» العبري، فإن الجزء الذي تعتزم إدارة بايدن تعديله، «يتعلّق بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ خلال تنفيذ المرحلة الأولى، من أجل تحديد شروط الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق». ووفقاً لتقرير الموقع، فإن الأميركيين «صاغوا من جديد البند الـ8 من أجل سدّ الفجوة بين إسرائيل وحماس، ويضغطون على قطر ومصر للضغط على حماس لقبول المقترح الجديد»، فيما كشفت «القناة 11»، نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن «إدارة بايدن تعتزم عقد اجتماع وجاهي بمشاركة الوسطاء خلال الأيام المقبلة، في محاولة للتوصّل إلى حلول وسط». كما ذكرت أن «المقترح الأميركي المعدّل قُدّم إلى الوسطاء بالتنسيق مع إسرائيل».
وعلى صعيد موازٍ، رفضت مصر مقترحات إسرائيلية - أميركية، تضمّنت نقل معبر رفح من مكانه الحالي إلى موقع آخر أقرب إلى معبر كرم أبو سالم، بما يؤمّن لإسرائيل سيطرة على المعبر، الذي سيديره فلسطينيون، على أن تضمن إسرائيل بناء المعبر الجديد وتجهيزه في أسرع وقت، لتجري إعادة تفعيل حركة المسافرين، على الأقل خروجاً من القطاع خلال الوقت الحالي. وبحسب مصادر «الأخبار»، فإن المقترح الإسرائيلي مرتبط بالنقاشات التي تجريها تل أبيب حالياً، حول «اليوم التالي»، وهو جاء «في ظل تمسّك مصر بموقفها المتمثل في رفض تشغيل معبر كرم أبو سالم للأفراد، باعتبار أن الأمر سيخلق وضعاً قائماً يُستعاض به عن إعادة فتح معبر رفح».
كذلك يجري بحث الوضع العسكري في محور فلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، في الاجتماعات التي تجري بشكل شبه يومي لـ«اللجنة العسكرية المشتركة»، والتي يشارك فيها مسؤولون عسكريون أميركيون، فضلاً عن المصريين والإسرائيليين. وبحسب مصادر مصرية، فقد «أبلغت إسرائيل المعنيين أنها بصدد إقامة منطقة عازلة في محور فيلادلفيا، بما يسمح لقواتها بالدخول إليه والخروج منه، بعد الانتهاء من العملية العسكرية في رفح». وفيما لا يزال الموقف المصري رافضاً لفكرة المنطقة العازلة، فإن التوجّه الإسرائيلي يلقى دعماً أميركياً واضحاً.