وأضاف بونني بأنّه من جيل نشأ في تونس على التعاطف مع القضايا القومية، وقد تابع وهو في مرحلة الصبا في بداية التسعينيات محرقة ملجأ العامرية في العراق على الشاشة، وقد ظلّت هذه المجزرة وما زالت تذكّره بفظاعة ما يُرتكب بحقّ الشعوب العربية. وأشار بونني في تصريحه لـ «الأخبار» إلى أنّ القضية الفلسطينية ليست محلّ مزايدة. أما عن وجهته القادمة، فنفى أن يكون قد فكّر في الموضوع وحتى لو لم تتوافر عروض عمل، فهو مؤمن بصحة قراره واستقالته من شبكة bbc.
وقد لاقت استقالة بسام بونني ترحيباً كبيراً سواء من الشارع أو من الناشطين السياسيين أو من الصحافيين الذين حيّوا فيه مبدئيته وانتصاره للحق الفلسطيني وإدانته المحرقة التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وقد أسهم الإعلام الغربي في إذكائها والتمهيد للإبادة الإسرائيلية بحقّ أهل غزّة. لا أحد ينسى التقرير الذي نشرته bbc على موقعها عن اختباء «حماس» تحت المستشفيات قبل يومين من الاستهداف الإسرائيلي لـ «مستشفى المعمداني» في غزّة، إلى جانب تقارير كثيرة برّرت الإبادة والمجازر الإسرائيلية بحقّ المدنيين، فيما تُخضع bbc ذاتها بعض موظّفيها العرب للتحقيق بتهمة «التعاطف مع الفلسطينيين» على صفحاتهم على السوشال ميديا (الأخبار 17 أكتوبر 2023)!
وفي السياق نفسه، أعلنت الصحافية الشابة أشواق الحناشي على صفحتها الخاصة أنها استقالت مع زميلتها أماني الوسلاتي منذ 7 تشرين الأول من شبكة «كانال +» وقناتها الإخبارية «س نيوز». وفيما اكتفت أشواق الحناشي بهذا الإعلان القصير، كتبت زميلتها أماني الوسلاتي تدوينة باللغة الفرنسية قالت فيها إنّها ستبقى مناصرة للحق الفلسطيني مدى حياتها وإنها تتعرض للمضايقة من بعض الصحافيين الفرنسيين الذين اتهموها بدعم الإرهاب منذ أن نشرت الراية الفلسطينية على صفحتها الخاصة على إنستغرام، وأشارت إلى أنّ «الإرهابيين هم الذين يقتلون الأطفال والرضع والأبرياء في فلسطين».
ما زال بسام بونني يذكر محرقة ملجأ العامرية التي تشكّل مثالاً على فظاعة ما يُرتكب بحقّ الشعوب العربية
وقالت أماني الوسلاتي لـ «الأخبار» إنّها كانت تفكر منذ مدة في الانسحاب من قناة «س نيوز» لأنّ خطها التحريري منحاز لليمين المتطرف المعادي لقضايا العرب والمسلمين. وأضافت: « رغم أنني شخصياً لم أتعرض إلى مضايقات سابقاً، وعدد من الزملاء يحبّونني ويحترمونني، إلا أنّ المضايقات انطلقت منذ أن رفعت الراية الفلسطينية على صفحتي الخاصة وعبّرت عن مساندتي لأهالي غزّة ورفض قتل الأطفال وهدم البيوت، فاتهمني بعض الصحافيين بـ «الإرهاب»، وأنا التي نشأت في عائلة قدرها مقاومة الإرهاب والدفاع عن الحق، فكتبتُ رسالة إلى إدارة القناة أعلنت فيها عن نهاية تعاملي معهم وانسحابي من القناة».