الخليل | واصل جنود الاحتلال الإسرائيلي استهداف الفلسطينيين برصاص متفجر وكاتم للصوت، ما أدى أمس إلى استشهاد الطفل خليل العناتي (9 أعوام) برصاصة متفجرة أطلقها قناص إسرائيلي أثناء وقوفه أم منزله في مخيم الفوار جنوبي الخليل. أحد أقرباء الشهيد أكد لـ«الأخبار» أنه «لم تكن هناك أي مواجهات بين قوات الاحتلال والشبان، وأن الشهيد الطفل العناتي جرى اغتياله بدم بارد عندما كان يلهوا أمام منزله»، مضيفاً بغصة أن الشهيد تبرع أول من أمس بما جمعه في العطله الصيفية لأطفال غزة.
شهيد ثان يدعى نادر ادريس (42 عاما) سقط فجر السبت الماضي متأثرا بجراحه التي أصيب بها جراء عيار قناص إسرائيلي أصابه في الصدر، وذلك من دون أن يشكل أي خطر على جنود الاحتلال كما أظهر شريط فيديو نشره صحافيون في الخليل. وأظهر الشريط المواجهات التي اندلعت وسط المدينة عقب المسيرة التي نظمت دعما لغزة ورفضا للعدوان الاسرائيلي يوم الجمعة الماضي. وأوضحت المصادر أن الأطباء قدموا للشهيد أدريس حوالي 35 وحدة دم خلال العملية الجراحية، إلى جانب إخضاعه للمراقبة المركزة لكنه فارق الحياة فجر السبت.
في سياق متصل، أصيب خمسة شبان بالرصاص الحي والمعدني خلال مواجهات اندلعت مع الاحتلال في بيت أمر شمال الخليل. وقال المتحدث الإعلامي باسم اللجنة الشعبية في البلدة محمد عياد إن جنود الاحتلال استخدموا سلاحا كاتما للصوت من مسافة قريبة خلال الموجهات مع الجنود في منطقة الظهر المحاذية لمستوطنة كرمي تسور.
أما في القدس المحتلة، فتجددت المواجهات بين جنود الاحتلال والشبان في حي الثوري ورأس العمود وبطن الهوى وعين اللوزة في بلدة سلوان وفي شعفاط، في حين اشتبك الشبان مع جنود الاحتلال قرب منزل الشهيد الفتى محمد أبو خضير، ما أدى إلى إصابة عشرات المواطنين بجروح متفاوتة وبحالات اختناق.
في سياق متصل، اقتحم جنود الاحتلال حارة باب حطة الملاصقة للمسجد الأقصى، واعتقلوا أحد المواطنين، كما واصل الجنود إغلاق بوابات المسجد أمام المواطنين، واحتجزوا عددا منهم ومنعوهم من الدخول الى باحاته، في حين سمحوا لمستوطنين باقتحام المسجد عبر مجموعات متتالية، بينهم حاخامات ومتطرفين.
تجدر الإشارة إلى أن مواطنا مقدسيا هاجم صباح يوم أمس جنديين إسرائيليين في حي باب العمود في القدس بواسطة قضيب حديدي، ما أسفر عن إصابتهما بجراح.
إلى قرية ياسوف قرب سلفيت، حيث أضرم عدد من المستوطنين النار بسيارة مواطن فلسطيني فجر أمس بعد إغراقها بالوقود عقب اقتحام القرية، وخطوا شعارات عنصرية إلى جانب عبارات «تدفيع الثمن». وأصيب مواطن فلسطيني بالاختناق جراء قيام جنود الاحتلال برشه بالغاز على الوجه قرب مستوطنة ارئيل في سلفيت، فنقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما حوّل جنود الاحتلال منزل مواطن في قرية ديراستيا قرب المدينة إلى ثكنة عسكرية للمراقبة، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أصيب فيها عدد من الشبان بحالات اختناق جراء القنابل الدخانية، وأيضا اعتقل الجنود شابا من زواتا شمالي نابلس.
وأصيب مستوطن إصابة خطيرة أمس جراء قيام ملثمين بإطلاق النار على مستوطنة إسرائيلية قرب بلدة جيت شرق مدينة قلقيلية، لينفذ جنود الاحتلال إثر ذلك عمليات دهم وتفتيش للمنطقة القريبة، في حين قام مجهولون بإطلاق النار على النقطة العسكرية وعلى البرج العسكري المحاذي لمخيم العروب شمال الخليل.
ونفذت قوات الاحتلال حملة تفتيش ومداهمة للمخيم، ونكلت بالمواطنين واعتقلت عددا منهم، كما تعرضت مستوطنة بساجوت المقامة على أراضي مدينة البيرة لإطلاق نار من مجهولين، وهي المرة الثانية في أقل من 24 ساعة. وقامت قوات الاحتلال بعدها بالانتشار على مدخل المستوطنة الرئيسي، فيما قام عدد من الجنود بتمشيط المنطقة المحاذية للمستوطنة.
كذلك، أطلق مسلحون فلسطينيون النار أول من أمس على نقطة عسكرية إسرائيلية في منطقة الطور جنوبي نابلس، وقام شبان بتحطيم سيارة مستوطن على طريق مستوطنة ايتمار قرب نابلس، ما أدى إلى إصابته بجراح. يذكر أن عمليات إطلاق النار على المستوطنات وعلى النقاط العسكرية ازدادت في الآونة الأخيرة، وسط تخوف إسرائيلي كبير من عودة العمليات العسكرية ضد الإسرائليين في الضفة الغربية.
في سياق آخر، أوضحت وزارة الأسرى والمحررين أن مصلحة سجون الاحتلال تواصل منع أسرى «حماس والجهاد الإسلامي من زيارات الأهل، تحت حجة ما أسمته قرارات سياسية عليا»، في حين أشار «نادي الأسير» إلى أن قوة من وحدات قمع السجون، اقتحمت قسم 24 في سجن النقب، الاحد، ونقلت كافة الاسرى الـ (120) وشرعت بحملة تفتيشات وتنكيل بالأسرى الفلسطينيين.
من جهة أخرى، منعت أمس قوات الاحتلال على معبر ترقوميا قرب الخليل قوافل الإغاثة المتوجهة صوب قطاع غزة من الضفه الغربية من المرور.
تعليقاً على إمعان قوات الاحتلال في جرائمها ضد الفلسطينيين، قال الكاتب والمحلل السياسي محمود الفطافطة في تصريح لـ«الأخبار» إن الهاجس الأكبر لإسرائيل في الضفة هو القضاء على أي أفق في اندلاع انتفاضة جديدة أو واسعة، لذا فهي تضاعف من عدوانها على المواطنين وممارساتها المختلفة. وأضاف الفطافطة أن هذا كله له علاقة بما يجري في قطاع غزة، لأن القطاع «باروميتر» للضفة في الحراك والمطلوب توسيع الحراك مع ضرورة وجود قيادة وطنية مخلصة له. واختتم: «أظن أن اسرائيل لم تقدم على تصعيد كما السابق لأنها في وضع المهزوم عسكريا وسياسيا، فضلا عن الانتقادات الواسعة والحادة لها من قبل المجتمع الإسرائيلي والأحزاب».