غزة | بالتزامن مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مناورة عسكرية على حدود قطاع غزة، وأخرى في شمال فلسطين المحتلّة، رَفعت المقاومة من درجة استنفارها. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، صباح أمس، انطلاق مناورة عسكرية على حدود القطاع، مشيراً إلى أنها ستضمّ القوات العاملة في منطقة «الغلاف»، «قوات فرقة غزة»، وستُسمَع خلالها أصوات تفجيرات، كما ستتخلّلها حركة نشطة لقوات الأمن والمركبات العسكرية، بهدف رفع كفاءة قوات الاحتلال وجاهزيتها في المنطقة المحاذية للقطاع. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن، في وقت سابق، أنه بدأ مناورة عسكرية مفاجئة أَطلق عليها اسم «الشتاء الساخن 2»، وسيشارك فيها 8000 جندي نظامي و5000 جندي احتياط، على أن تستمرّ حتى يوم غدٍ الثلاثاء. وفي هذا السياق، تساءل مراسل «القناة 14»: «هل نحن مقبلون على تصعيد في الشمال بعد استدعاء 5000 جندي احتياط من الجيش لمناورة مفاجئة؟»، لوحظ خلالها حركة طيران حربي إسرائيلي فوق مناطق قطاع غزة، إضافة إلى حركة نشطة للآليات على طول منطقة الحدود. وحاكت المناورة الجارية عدّة سيناريوات، منها القدرة على الضرب بدقّة في منطقة سكانية كثيفة مثل غزة، مروراً بالاحتلال والسيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ في لبنان، وصولاً إلى عمليات مداهمة واسعة النطاق في الضفة الغربية.وكشفت مصادر في المقاومة الفلسطينية، لـ«الأخبار»، أن الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، رَفعت من جاهزيتها على خلفية إعلان الاحتلال عن المناورة على حدود القطاع. كما جاء رفْع حالة التأهُّب لدى فصائل المقاومة، متساوقاً مع التصريحات التي أَطلقها وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، نهاية الأسبوع الماضي، وطلب فيها من الجيش الاستعداد والتأهُّب لاحتمال وقوع أيّ حدث يؤدّي إلى تصعيد في الضفة المحتلّة، قد يمتدّ إلى غزة. وكانت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» ردّتا على تصريحات غانتس، بالقول إنها «لن تُرهب الشعب الفلسطيني، ولن توقف ثورته في الضفة المحتلّة».
في هذا الوقت، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إن نيابة الاحتلال قدّمت أخيراً لائحة اتهام ضدّ أسير فلسطيني من قطاع غزة، بزعم تجنيده من قِبَل الأجهزة الأمنية التابعة لـ«حماس» لمحاولة اختراق جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي، «الشاباك»، مدّعية أنه أبلغ عناصر المقاومة بأن ضابطاً يتبع جهاز الأمن الداخلي على حاجز بيت حانون، عرض عليه العمل مع «الشاباك»، فيما طلب منه ضباط الأمن الفلسطيني العمل مع «الشاباك» وخداعهم، من أجل تنفيذ مهمّات أمنية للمقاومة. وبحسب الصحيفة العبرية، فإن استخبارات الاحتلال تواجه معضلة كبيرة في تجنيد عملاء في قطاع غزة، في السنوات الأخيرة، بفعل الإجراءات التي نفّذتها المقاومة.