العملية البرية التي باشرتها إسرائيل قبل يومين لم تغب عن الإعلام الغربي الذي اعتبرها نقلة نوعية في سياق الحرب التي تخوضها تل أبيب على قطاع غزة. ورغم أن بعض الصحف الغربية عملت، كعادتها، على وضع هذه العملية في سياق الرد على صواريخ المقاومة، إلا أن البعض الآخر سعى إلى البحث عن السبب الذي أسهم في الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من الأحداث.في مقال بعنوان «كيف اختار الغرب الحرب على غزة»، انتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، سياسات الولايات المتحدة والغرب تجاه الأزمة في غزة.

ورأت الصحيفة أنه في ظل ما يجري من «استمرار حماس في إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية ورد إسرائيل بضربات جوية واسعة، بالتزامن مع العمليات البرية الواسعة على القطاع، جرى تجاهل قضية أكثر إلحاحاً، وهي أن إسرائيل والمجتمع الدولي وضعا عقبات أمام حكومة التوافق الفلسطيني التي تشكلت في أواخر حزيران».
وأوضحت «نيويورك تايمز» «أن تأليف هذه الحكومة أتى بعد العزلة التي عاشتها حماس، وخصوصاً أن تحالف هذه الأخيرة مع سوريا وإيران اعترته حالة من الفوضى».
إضافة إلى ذلك، عانت حماس من عزلة أكبر في ما يتعلق بعلاقتها مع مصر وفق الصحيفة، وذلك لانتمائها إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، الأمر الذي أثر عليها بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في تموز 2013، الذي كان حليفاً مهماً لها وصعود عبد الفتاح السيسي، الذي يعتبر خصمها اللدود.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد أشارت «نيويورك تايمز» إلى أن الدولة العبرية «سعت فور إعلان المصالحة إلى تقويض هذا الاتفاق، من خلال منع قادة حماس وسكان غزة من الحصول على اثنتين من أهم الفوائد من الصفقة، أي دفع رواتب موظفي الحكومة الفلسطينية الذين عملوا لحكومة حماس ومواصلة إدارة قطاع غزة وتخفيف إغلاق الحدود، الذي تفرضه إسرائيل ومصر».
وبحسب الصحيفة، فإن «حكومة المصالحة يمكنها أن تخدم مصالح إسرائيل، بعدما عرض الخصوم السياسيين لحركة حماس الاحتفاظ برئاسة الوزراء في رام الله على أن لا يتم تغيير نائب رئيس الوزراء ووزير المالية ووزير الخارجية وأن يتم التعهد بالتوافق على الشروط الثلاثة للمساعدات الغربية التي طالبت بها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون، وهي اللاعنف والتزام الاتفاقيات السابقة والاعتراف بإسرائيل».
من جهتها، رأت مجلة «فورين بوليسي» في مقال بعنوان «الجبهة الكاذبة لحرب غزة»، أن «الاجتياح البري الذي تقرّر، أول من أمس، يظهر أن كل المحادثات التي جرت سابقاً كانت زائفة». ورأت المجلة أن التطوّر الأخير «شكل تصعيداً كبيراً كان يجب أن لا يحصل»، مشيرة إلى أن «نتنياهو كان متردداً في إرسال جنود على الأرض في غزة، رغم الضغوط التي تعرض لها في هذا الإطار».
وأشارت المجلة إلى أن نتنياهو اضطر إلى الموافقة على هذا الهجوم، في هذا اليوم الذي بدأ بشكل «ساخر»، بـ«هدنة إنسانية وانتهى بقرار باجتياح بري».
موقع «بلومبرغ»، من جهته، رأى أن «إسرائيل قد تشنّ غزواً برياً على كل من قطاع غزة»، ولكنه رأى أنه «رغم ذلك، فإن توغّلها عبر الحدود يبدو حتى الآن أنه لن يكون غزواً، ولكن خطوة معتدلة». ورأى أن «لدى إسرائيل ما يبرر اتخاذ هذه الخطوة، نظراً إلى ممارسات حماس من خلال إرسالها فرق الموت إلى إسرائيل».
ورأى الموقع، أن هذه المهمة ليست خطيرة، فهي تهدف لإيجاد وتدمير صواريخ حماس وأماكن إطلاقها، في وقت لم تتمكن فيه الحملة الجوية من ذلك. وأضاف أن هذه الحملة الموسعة ستتطلب دخول القوات الإسرائيلية إلى مدينة غزة وغيرها من المناطق المأهولة، الأمر الذي سيضاعف الإصابات».

(الأخبار)