غزة | وسط مباحثات متواصلة وجهود لتهدئة الأوضاع يقودها الوسيط المصري بين المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والاحتلال، رفع جيش العدو درجة تأهّبه، بعد تهديدات أطلقها الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي»، زياد النخالة، ورفع درجة الاستنفار لدى «سرايا القدس»، الجناح العسكري للحركة. وعلمت «الأخبار»، من مصادر فلسطينية، أنه جرت اتصالات بين المقاومة والمصريين، أمس، وسط خشية وتحذيرات نقلها الاحتلال، من إطلاق صواريخ من قطاع غزة، في الفترة المقبلة. وجاء ذلك، فيما كشفت مصادر عبرية أنّ اتصالات جرت، أخيراً، بين رئيس مجلس الأمن القومي، ايال حالوتا، مع المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية، لتهدئة الأوضاع في القطاع. وفي هذا الإطار، زعمت وسائل إعلام عبرية بأنّ حركة «الجهاد الإسلامي» ربما تعمل على خلط الأوراق، خلال الأيام المقبلة، الأمر الذي يفرض جولة عسكرية جديدة في قطاع غزة، ويدفع حركة «حماس» إلى جولة لا ترغب فيها حالياً. وتأتي الاتهامات من قبل الاحتلال لـ»الجهاد»، بعد ساعات من تنظيم «سرايا القدس» - الجناح العسكري للحركة - عروضاً عسكرية في القطاع، في الذكرى العشرين لمعركة جنين البطولية، وانتصاراً لشهداء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلّة.في هذه الأثناء، عزّزت قوات الاحتلال حضورها قرب حدود قطاع غزة، كما نشرت عدّة منظومات من القبّة الحديدية في المناطق القريبة، فيما هدّد وزير الأمن، بيني غانتس، بالقول: «في حال حصل أيّ تصعيد، على سكان غزة، بمن فيهم حماس والجهاد الإسلامي، اختيار شكل ونوع رمضان الذي يريدون»، مضيفاً: «إذا كان هناك أيّ تصعيد، فإنّ غزة ستعاني الكثير من الألم، وسيكون هناك ردّ فعل عنيف، لذلك هم يعرفون قدراتنا وما نملكه من أدوات».
وأمام تهديدات الاحتلال، شدّدت الفصائل في القطاع، عقب اجتماعها أمس، على مواصلة العمل بالوسائل والأشكال كافّة لتعزيز المقاومة، وتوسيع رقعتها. وحذّرت العدو من الإقدام على أيّ فعل إجرامي، لأنّها ستقابله بمقاومة أقوى وأشد. وردّت فصائل المقاومة على محاولة إسرائيل عزل قطاع غزة عن الضفة المحتلّة، وعن الداخل المحتل عام 1948، مؤكّدة أنّ «سياسة الاحتلال لن تفلح في عزل أيّ جزء من شعبنا عن الآخر، وسنستمر في العمل المشترك بين كلّ الساحات، بما يخدم قضيّتنا الوطنية ويحقّق مصالح شعبنا، على مختلف الأصعدة والمستويات».
في سياق آخر، بثّت القناة العبرية 12 تقريراً للمذيع داني كوشمارو عن أعمق نفقٍ تمّ اكتشافه لحركة «حماس»، خلال عام 2020. ويُعدّ ذلك رسالة من الجيش الإسرائيلي، مفادها أنّه يسيطر على المنطقة الحدودية، وأنّه يكتشف جميع الأنفاق مهما كانت أعماقها في الأرض. ووصف المذيع التلفزيوني النفق، بأنّه «المشروع النووي لحركة حماس». وقال في تقريره، إنّه رأى بعينه أعمق وأطول نفق لدى حماس تمّ اكتشافه. وأضاف: «في رحلتي الخطيرة هذه، نزلت من منحدر طويل، مزدحم وحار بالداخل، الهواء ضيّق، والجو كلّه مشبع بالتراب، واتجهنا إلى النفق الأكثر جرأة والأعمق لدى حماس، خلف السياج الحدودي الذي أقامه الجيش، حيث يقع النفق على بعد 800 متر من الحدود». وزعم العدو أنّ النفق اخترق منطقة حدودية مرتبطة بالرادارات وأجهزة الاستشعار، بالإضافة إلى جنود مراقبة. كما أوضح أنّه تمّ اكتشافه، في تشرين الأول 2020، حين كان مقاتلو «حماس» في منتصف عملهم. وقد جرى اكتشاف النفق الضخم، بعمق 70 متراً تقريباً، وهو مثل برج مكوّن من 30 طابقاً في الأرض، مبني من الخرسانة، ومصمّم كجزء من خطّ هجوم «حماس» لقيادة المسلّحين من جنوب قطاع غزة مباشرة، إلى منازل التجمّعات الاستيطانية عبر السياج الحدودي. وبحسب ضابط في جيش الاحتلال، «هذا أعمق نفق وجدناه لحماس»، مشيراً إلى أنّ «مقاتليها كانوا في طريقهم للوصول إلى مستوطنات غلاف غزة، وربما كانوا في طريقهم إليها فعلاً». وأشار الصحافي كوشمارو، إلى أنّ «تصميم النفق يمكّن مقاتلي النخبة في حماس من البقاء داخله بضعة أيام للاستعداد، وتجهيز المعدّات»، مضيفاً أنّه «لهذا السبب، عثر الجنود الإسرائيليون إبان اكتشاف النفق، على المنافذ الصغيرة التي يمكن الاعتماد عليها، ما يؤكّد أنّ العمل على حفر النفق استمرّ لسنوات، وتخلّله إنفاق كمية كبيرة من المبالغ والموارد المالية».