غزة | يكافح العدو الإسرائيلي، بمعيّة السلطة الفلسطينية، لمنع تفجّر الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية المحتلة مع اقتراب شهر رمضان، وذلك عبر الإعلان عن تسهيلات جديدة، في مقابل توسيع عمليات الاعتقال ضدّ عناصر المقاومة، ليقارب عدد المعتقَلين يومياً ما بين 20 و40 شخصاً. وبلغ عدد المعتقلين السياسيين في الضفة حديثاً، أكثر من 60، في ظلّ اتهامات للسلطة باستخدام التعذيب الجسدي والنفسي بحق هؤلاء. وكانت «لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية» كشفت عن ارتفاع حالات الاعتقال السياسي والاستدعاءات التي قامت بها الأجهزة الأمنية خلال عام 2021 مقارنة بعام 2020، حيث بلغت 592 حالة اعتقال، و406 استدعاءات. وفي السياق نفسه، علمت «الأخبار»، من مصادر «فتحاوية»، أن لقاءات «التنسيق الأمني» تكثّفت خلال الفترة الأخيرة، وكان أحدثها نهاية الأسبوع الماضي، حيث جرى الاتفاق على خطوط عامة للتعامل مع الوضع في الضفة، خصوصاً مع اقتراب شهر رمضان، الذي ترتفع فيه وتيرة أعمال المقاومة هناك. وفي خلاصة النقاشات التي دارت بين مندوبين عن جهازَي الأمن الوقائي والمخابرات الفلسطينيَّين، ومسؤولين في جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك»، ومسؤول «التنسيق الأمني» في الضفة لدى الاحتلال، تمّ التفاهم على تبادل المعلومات المسبقة حول العمليات الفدائية، وتكثيف عمليات الاعتقال، وخاصة في منطقة جنين، لإنهاء الحالة العسكرية القائمة فيها.
وتزامنت هذه النقاشات مع تحذير وزير الأمن الداخلي في دولة الاحتلال، عومير بارليف، من أن تكون العمليات الفدائية التي سُجّلت في الأيام الأخيرة بداية لهجمات ملهمة، في ضوء مخاوف حقيقية من تصعيد مع قرب شهر رمضان وخلاله وربّما في أعقابه. وقال بارليف إن شرطة العدو «تعمل بكلّ قوّة لمنع مزيد من العمليات». من جهتها، نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية عن ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية قوله إن هناك مخاوف حقيقية الآن من امتداد الهجمات إلى خارج مدينة القدس، و»(إننا) على وشك فترة انفجارية، ويبدو أن عمليات السكاكين قد عادت... نشهد سلسلة مقلقة من الهجمات قد تنزلق خارج القدس». وبحسب الصحيفة، فقد قرّرت شرطة الاحتلال، بعد تقييم أمني أُجري مطلع الأسبوع الجاري، تشديد الإجراءات الأمنية وتعزيز قوات الشرطة والأمن في جميع المناطق المحتلة، بما فيها أراضي عام 1948، مع التركيز على مواقع البناء وإمكانية دخول فلسطينيين إليها من دون تصاريح. وتتوقّع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مزيداً من محاولات تنفيذ الهجمات في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وسط اتهامات لحركة «حماس» بأنها تحاول إشعال المنطقة من جديد.