تهدد المعارضة بالانسحاب من آليات اتفاق السلام إذا أصرّ الرئيس على موقفه
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة جوبا، جيمس أوكوك، في حديث إلى «الأخبار»، أن مسألة إعلان الحكومة أو تأجيلها ليست من اختصاص ميارديت ومشار، معتبراً أن هناك أطرافاً داخلية وإقليمية يجب استشارتها في القضية، التي إن تُركَت للرئيس وزعيم المعارضة، فإنها ستقود إلى أزمة حقيقية في البلاد. وأضاف أن «تأجيل الحكومة أو تكوينها لا يُمكن أن يقرره كير أو مشار، فهناك أطراف أخرى أسهمت في مباحثات السلام التي قادت إلى هذا الاتفاق، إلى جانب الدول الضامنة للاتفاق، كذلك هناك بعض الأطراف الدولية التي يجب أن توضع في الصورة». وأشار أوكوك إلى أن الأطراف الموقعة على اتفاق السلام لم تُنجِز أي شيء يُذكر خلال الفترة ما قبل الانتقالية، «لذلك وجب عليهما البحث عن مخرج لهذه الأزمة التي أدخلوا فيها البلاد».
من جهتها، ناشدت بلدان الترويكا (تضم الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، والنرويج)، الأطراف الموقعة على اتفاق السلام، العمل بروح التنازل لبناء الثقة بين القادة والشعب. وزادت بالقول في بيان وصلت إلى «الأخبار» نسخة منه: «إن أي قرار لتكوين الحكومة في موعدها المحدد في الاتفاق، أو تأجيله، يجب أن يكون بموافقة كل الأطراف». وفي محاولة منها لطمأنة المواطنين في العاصمة جوبا، بعدما دبّ فيهم الخوف خشية انهيار الاتفاق وعودة القتال، اعتبرت أن «التباعد الحالي في المواقف بين الحكومة والمعارضة مسألة مقدور على حسمها من قِبَل وساطة الإيغاد خلال الاجتماع التشاوري الذي تستضيفه أديس أبابا».
وفي هذا السياق، حاول المتحدث العسكرى باسم المعارضة المسلحة الموالية لريك مشار، لام فول قبريال، في حديث إلى «الأخبار»، طمأنة المواطنين بالقول إن «مطالبة المعارضة بتمديد الفترة الانتقالية لستة أشهر أخرى، وتمسك الحكومة ممثلة في الرئيس كير بالمضي قدماً في تكوين الحكومة، هذه المسألة لن تعيدنا إلى الحرب مجدداً، بل ستُحسَم عبر وساطة الإيغاد في اجتماعها مع قادة الأطراف الأسبوع المقبل».
لكن بالنسبة إلى مواطني جنوب السودان، فإن الحرب أولها كلام. فقد سبق أن تعرض اتفاق السلام الموقع في آب/ أغسطس عام 2015 للانهيار، بسبب تباعد المواقف بين الرئيس ونائبه السابق، في ما يتعلق بقضايا قسمة السلطة، وعدد الولايات، وعدم دمج القوات، لكن العامل الرئيس في الأمر كان غياب الإرادة السياسية، وانعدام الرغبة في تنفيذ اتفاق السلام. وحالياً، يكاد المشهد يتكرر، فيما تتجه الأنظار نحو اجتماعات أديس أبابا، على أمل أن تفلح في منع الانزلاق نحو الهاوية.