تتقاطع المعلومات التي وصلت الحركة مع الأنباء الأخيرة عن لقاءات يعقدها مسؤولون في السلطة مع نظرائهم الإسرائيليين، وكذلك وصول إفادة لـ«حماس» بأن رام الله تبلغ أولاً بأول المعلومات عن الأشخاص الذين يتوقع أن تكون لهم علاقة بها للإسرائيليين، كما تستمر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في منع أي فعاليات جماهيرية أو اجتماعية أو طلابية في الضفة، إضافة إلى متابعة الأنشطة الخاصة بطلاب الحركة داخل الجامعات.
ما سبق شبه معروف لدى الأوساط المعنية، لكن الدور الأردني، تضيف المصادر نفسها، صار يتمثل في تقديم الدعم الأمني والاستخباري بصورة أوسع إلى السلطة والعدو عن عناصر «حماس» في الضفة وعلاقتهم بقراباتهم وأصدقائهم في المملكة، بالإضافة إلى التأكيد لرام الله الوقوف السياسي ضد أي محاولة عربية لتجاوزها، في إشارة إلى القاهرة. أما القطريون، فنقلوا رسائل إسرائيلية إلى «حماس» خلال الأسبوعين الماضيين تطالبها بـ«التوقف عن العبث في ساحة الضفة»، وأخرى تهدد بعودة سياسة الاغتيال ضد الأشخاص المحركين للخلايا داخل غزة. وهنا، تقول المصادر، «نصح القطريون حماس بتخفيف التحريض في الضفة، لضمان استمرار الهدوء في غزة وكذلك التفاهمات الأخيرة لتحسين الواقع الاقتصادي في القطاع».
في وقت متزامن، التقى رئيس السلطة محمود عباس، الملك الأردني عبد الله الثاني، الثلاثاء الماضي في العاصمة عمان، وتباحث معه مستجدات الأحداث في الضفة، وفق البيان الرسمي. لكن المحلل الإسرائيلي يوني بن مناحيم تحدث عن أسباب أخرى للقاء، قائلاً إن هناك «خشية مشتركة لدى الطرفين على سلطتهما في عمان ورام الله، فعباس يخشى أن تكون صفقة القرن الأميركية مقدمة لإزاحته عن المشهد السياسي، لذلك سافر إلى عمان لطلب الدعم من الملك الذي يعاني أيضاً ضائقة اقتصادية وسياسية كبيرة في بلاده».
ونقل مناحيم عن «أوساط فلسطينية» أن «اللقاء... يتزامن مع التدهور الأمني في الضفة بسبب العمليات الأخيرة، ما عجّل بعقد لقاء حسين الشيخ، وهو أحد قادة حركة فتح المقربين من عباس، مع رئيس جهاز الشاباك نداف أرغمان، بضغط من الأردن ومصر»، علماً أن الأخيرة زار وفد مخابراتها رام الله في الوقت الذي كانت الضفة مشتعلة. وأضاف الكاتب الإسرائيلي: «يخشى عباس أن تؤدي التفاهمات الإقليمية والدولية إلى تثبيت تهدئة بعيدة المدى بين حماس وإسرائيل في غزة، فيما تسعى الحركة في فترة لاحقة لإشعال الضفة... عبد الله يخشى أن انهيار السلطة سيؤدي إلى انتفاضة مسلحة في الضفة ضد إسرائيل، وصراعات مسلحة بين المجموعات الفلسطينية المختلفة حول مستقبل الوراثة».
الدور الأردني يتمثل بتكثيف التعاون الاستخباري مع السلطة وإسرائيل
في غضون ذلك، أجرى عباس، مساء أمس، اتصالاً بالملك السعودي سلمان، للحديث في «آخر المستجدات السياسية على صعيد القضية والتطورات في المنطقة والعالم... وتعهد الملك سلمان الدفاع عن قضية فلسطين»، وفق البيان الرسمي، من دون أن ترشح معلومات إضافية.
على الصعيد الميداني، استشهد ثلاثة فلسطينيين في غزة هما محمد معين جحجوح (١٦ عاماً) بعيار ناري بالرقبة شرق غزة، وماهر عطية ياسين (40 عاماً) من النصيرات (وسط) متأثراً بإصابته شرق البريج، وعبد العزيز أبو شريعة (28 عاماً) متأثراً بإصابته شرق غزة، كما أصيب 40 آخرون، خلال قمع العدو «مسيرات العودة» شرق قطاع غزة، التي عادت إلى التفاعل منذ أحداث الضفة الأخيرة، تحت عنوان «جمعة الوفاء لأبطال المقاومة».
إلى ذلك، رحبت «حماس» بـ«الاستعداد الروسي» لعقد لقاء بينها وبين «فتح» في إطار ملف المصالحة، فيما يقترب الموعد المفترض لزيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إلى موسكو ليعقبها أول جولة خارجية له منذ توليه منصبه. وقال بيان آخر للحركة أمس، إنها تدعو «الوسطاء كافة والمجتمع الدولي للتحرك بشكل عاجل لإجبار الاحتلال على... التزام كل التفاهمات وتنفيذها على الأرض والعمل الفوري على إنهاء حصار غزة».