لم يكن متاحاً أي إمكانية للاحتكاك مع أي رئيس أو أي عضو في الوفود
ومن المشاهدات اللافتة للانتباه، هذا الانعدام الكلي للزخم الذي كانت تحظى به المعارضة السورية والذي بلغ ذروته في قمة الدوحة يوم جلس معاذ الخطيب على مقعد سوريا في مواجهة القادة والرؤساء. أما في قمة الظهران، فقد بقي مقعد سوريا فارغاً، إلا أن بعض الصحافيين المحسوبين على المعارضة لاذوا إلى إعلام هذه الدولة أو تلك من دون إعطائهم أي مساحة إعلامية خاصة كما كان يحصل في السابق، بحيث كانت الشاشات العربية، وخصوصاً الخليجية، تضجر من حضورهم. ولوحظ أن الإعلام السعودي بكل مسمياته تجنّب التركيز على المقعد الشاغر لسوريا. وكما كان متوقعاً، جرى التركيز على إيران بوصفها «العدو الأول» للعرب والعالم، إلى حد أن من يسمع ما جرى تداوله عبر الإعلام السعودي يظن أن الحرب على إيران واقعة اليوم أو غداً على أبعد تقدير. خطاب عدائي لا يستسيغه العراقي ولا اللبناني ولا الجزائري ولا حتى المصري.
«كلام كثير» تردد في أروقة القمة عن قطر وقيادتها، ولا سيما على ألسنة الصحافيين السعوديين والإماراتيين والبحرانيين والمصريين، أقله «أنها سترضخ وستعود إلى الحظيرة الخليجية وفق شروطنا»، مع تركيز على المقاربات الاقتصادية – النفعية للعلاقات العربية وفق «رؤية 2030» التي لا محظورات فيها، ولا سيما ما يتصل بالتطبيع الكامل مع إسرائيل.
وكانت لافتة حفاوة ابن سلمان بكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوفد الإماراتي راشد بن مكتوم وأعضاء الوفد، فيما كانت حفاوة بالغة من قبل الملك سلمان بأمير دولة الكويت الشيخ صباح الجابر الأحمد الصباح.
وحظي المؤتمر الـ29 للقمة العربية بإجراءات أمنية مشددة جداً، وكان قد استهل بتسلّم الملك سلمان رئاسة القمة من ملك الأردن عبد الله الثاني، وطغى على هامش جدول الأعمال المؤلف من 16 بنداً، العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي على سوريا، خصوصاً في ضوء ما سرّبه الإعلام الغربي من معلومات عن «تبرع» بعض الدول الخليجية بأموال للأميركيين لتنفيذ ضربة أكبر، فكانت النتيجة خيبة أمل لم يتردد بعض الصحافيين الخليجيين في التعبير عنها في مقالاتهم ومداخلاتهم التلفزيونية، وحتى مع زملائهم العرب على هامش أعمال القمة.