لا تزال الحرب الأمنية بين المقاومة في الضفة المحتلة وأجهزة العدو مستمرة. رغم صعوبة العمل المقاوم في الضفة بسبب التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وأجهزة الاحتلال، فإن المقاومة تسعى إلى تنفيذ عمليات، حتى لو أدى ذلك إلى القبض على بعض خلاياها. إذ أعلن جهاز الأمن الإسرائيلي «الشاباك»، أمس، اعتقاله خلية تابعة لـ«حركة المقاومة الإسلامية ــ حماس» كانت تنوي تنفيذ عملية أسر في الضفة المحتلة خلال «عيد الأنوار» (الحانوكاه).
ووفق أجهزة أمن العدو، اكتشف أمر المجموعة خلال الشهرين الأخيرين، وهي تتألف من ثلاثة مقاومين من قرية تل القريبة من مدينة نابلس (شمالي الضفة المحتلة)، كانوا يخططون لأسر جندي أو مستوطن من محطة للحافلات في أحد المفارق المركزية القريبة من نابلس بعد تنكرهم بزي مستوطنين.
وقال «الشاباك» إن الثلاثة هم: معاذ شتية (26 عاماً)، الذي قاد المجموعة واشترى وسائل قتالية، ثم جنّد محمد وأحمد رمضان اللذين وافقا على المشاركة في عملية الأسر. وادعى «الشاباك» أن أعضاء المجموعة كانوا على اتصال مع قيادي عسكري من «حماس» كان له دور في تحويل أموال من غزة إلى الضفة.
وحمّل العدو «حماس» في غزة المسؤولية عن العملية، قائلاً إن هدفها الدفع بالمفاوضات لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين. وكما أورد في التحقيقات، جمع مسؤول المجموعة، شتية، تفاصيل بشأن الشقق السكنية التي يمكن الاختباء فيها في منطقة نابلس لإخفاء الأسير الإسرائيلي من أجل إجراء مفاوضات.
وتزامن هذا الكشف مع شنّ قوات الاحتلال حملة اعتقالات في مدينة القدس المحتلة، طاولت عدداً من الشبان، إذ اقتحمت قرية العيساوية ودهمت العديد من المنازل، واعتقلت 14 شاباً وفتى. وأفاد رئيس «لجنة أهالي الأسرى المقدسيين»، أمجد أبو عصب، بأن «قوات الاحتلال، ومنذ إعلان الرئيس الأميركي، تواصل اقتحامها للقدس وقراها وتدهم المنازل وتنفذ يومياً اعتقالات بصفوف الشبان، فيما طاولت الاعتقالات الفتية والأطفال».

زاد العدو استنفاره قبيل يوم الجمعة لتوقعه تظاهرات حاشدة



وفي ساعات متأخرة من فجر أول من أمس، استشهدت المواطنة حمدة الزبيدات (60 عاماً) إثر إصابتها بنوبة قلبية خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة الزبيدات شمال أريحا، وإلقائها قنابل صوتية.
في غضون ذلك، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات شملت اعتقال عدد من قيادات الصف الأول وكوادر «حماس» في عدة مدن منها نابلس ورام الله وجنين والقدس والخليل. واقتحمت قوات الاحتلال عدداً من منازل نواب الحركة في الضفة، ومن بين المعتقلين القيادي حسن يوسف.
ومع دخول الاعتصامات والتظاهرات في الأراضي الفلسطينية المحتلة أسبوعها الثاني، قمعت قوات الاحتلال أمس مسيرات عدة شهدتها مختلف محافظات الضفة والقدس وقطاع غزة. ومن المتوقع أن ترتفع حدة المواجهات غداً بعد صلاة الجمعة بين المعتصمين وأجهزة أمن العدو، وهو ما أجبر قيادة الأخيرة على تعزيز الانتشار العسكري (شرطة حدود، وجيش) في الضفة والقدس.
أما في غزة، التي شهدت قصف طيران العدو مجمعاً عسكرياً تابعاً للمقاومة في جنوب القطاع، فتواصل إطلاق الصواريخ منها، إذ نقلت القناة السابعة الإسرائيلية نبأ «اعتراض صاروخ واحد (مساء أمس) على الأقل فوق (مستوطنة) سديروت».
وفي وقت لاحق من مساء أمس، أصدرت حركة «حماس» بياناً في الذكرى الثلاثين لانطلاقتها (تحييها اليوم)، قالت فيه إن «القدس عاصمة فلسطين الأبدية لا شرقية ولا غربية، عربية إسلامية». ورأت أن «كل القرارات البائسة لإعلان مدينة القدس عاصمة للاحتلال تعتبر قرارات خرقاء ستبوء بالفشل»، مضيفة أن «ضريبة الاعتداءات على شعبنا ومقدساتنا ارتفعت... وللعدو نقول: موعد السداد قد اقترب». كذلك أكدت أن «منظمة التحرير هي إطار وطني للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، يجب المحافظة عليه، والعمل على تطويرها وإعادة بنائها على أسس ديموقراطية».