سيناء | لم تضع الحرب أوزارها بعد الاشتباكات التي وقعت بين مسلحي «ولاية سيناء» وقوات الجيش المصري في اليومين الماضيين، إذ انقضت ساعات الهدوء القليلة التي أعقبت المعارك أمس، لتضرب طائرات عسكرية مجددا، عدة أهداف لمجموعات إرهابية في مناطق جنوب الشيخ زويد شمال شرق سيناء، ودكت بؤرا للمسلحين في أوسع حملات أمنية، شملت مناطق متفرقة جنوب وغرب الشيخ زويد، وشرق العريش، وجنوب رفح المصرية.
يقول مصدر أمني لـ«الأخبار»، إن أعدادا من المسلحين قتلوا خلال هذه العمليات بعد رصد مجموعات منهم يستقلون سيارات دفع رباعي جرى تدميرها، موضحا أن الطائرات دمرت منازل كان يختبئ فيها الإرهابيون في الشيخ زويد، كما لاحقت هاربين في عدة قرى. ولليوم الثاني على التوالي، تواصل القوات تفجير عشرات العبوات الناسفة التي زرعها المسلحون في المدينة، بعدما باشر بعض الأهالي العائدين الإبلاغ عن أماكن وجودها، ولكن الأمن يلقي القبض على عشرات من المشتبه بهم بما يشمل المواطنين، فيما أحرق منازل أخرى وسيارت ودراجات نارية.
أكد مصدر أمني أن
الجيش بات يسيطر على الشيخ
زويد 100%

المصدر الأمني، أكد أنهم باتوا يسيطرون فعليا على الشيخ زويد، وهم يتحفظون على أشلاء الإرهابيين بعدما أجريت عمليات تمشيط وتفتيش للمنازل، وقد نقلت هذه الأشلاء إلى مستشفى الشيخ زويد المركزي لمعرفة أسماء القتلى، كما بادر الأهالي إلى دفن بقايا جثث أخرى انتشرت في المدينة وأرسلوا استغاثات لدفن جثث لمسلحين ظهرت في وقت لاحق وبدأت بالتحلل. وبشأن العتاد المحجوز، فإن ثمة أسلحة مكتوب عليها باللغة العبرية وأخرى باللغة الإنجليزية وجدت مع المسلحين، كما ان بعضهم كان قد قتل وهو يرتدي أحزمة ناسفة، إضافة إلى رصد مضادات طيران.
في المقابل، أصدر تنظيم «ولاية سيناء»، أمس، بيانا حول الهجمات التي شنها ضد قوات الجيش المصري الأربعاء الماضي، مشيرا إلى تمكن أفراد التنظيم من الهجوم المتزامن على أكثر من عشرين موقعا عسكريا في سيناء، ومؤكدا في الوقت نفسه أنه نجح في تفجير سيارتين أمام كميني السدرة وأبو رفاعي في الشيخ زويد. وأضاف البيان أنه جرى استهداف مطار العريش بخمسة صواريخ، مشيرا إلى أن هناك العشرات من «القتلى في صفوف الجيش»، كما أرفق بالبيان مجموعة من الصور أظهرت هجوم عناصر التنظيم على الأكمنة والطائرات الحربية.
ولكنّ متابعين لشؤون الجماعات الإسلامية أكدوا أن هذا البيان المرفق بصور يثبت «إخفاق التنظيم» في تحقيق أهدافه، إذ إنه خلا ــ كما جرت العادة ــ من أي مقاطع مصورة تشبه التي كان يبثها التنظيم سابقا، مقدرين أن بيان الشؤون المعنوية الأخير ــ التابع للجيش ــ دفعهم إلى الإسراع في إصدار بيان في محاولة منهم للتغطية على «فشلهم».
وكانت إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة قد أصدرت بيانا مصورا رصدت خلاله بصورة توضيحية صد القوات للهجمات التي شنتها مجموعات من «ولاية سيناء» على الحواجز الأمنية، كما بثت مشاهد لطائرات عسكرية تقصف أهدافا لعناصر التنظيم بينها سيارات رباعية الدفع شاركت في المعركة الأخيرة، في وقت تناقلت فيه صفحات التواصل الاجتماعي صورا لقادة معروفين في التنظيم جرى قتلهم. وفي الوقت نفسه، لا تزال التعزيزات العسكرية تصل إلى قيادة الجيش الثاني في مقر الكتيبة «101» العسكرية في العريش، ولكنها حتى الآن لم تبد أي تحرك.
في سياق آخر، أفاد وكيل وزارة الصحة في شمال سيناء، طارق خاطر، أنه بلغ إجمالي عدد ضحايا تفجيرات الشيخ زويد من الأهالي 4 شهداء و25 مصابا. وعلى صعيد التحرك ونزوح الأهالي، قال شهود عيان إن الانفجارات المتتالية وانتشار الحواجز تسببت في تعطل حركة السير على طريق العريش ــ رفح، كما أغلقت كليا طرق العريش ــ الشيخ زويد الخلفية.
إلى ذلك، نقلت مصادر إعلامية مصرية أن الهجمات الأخيرة ترفع إجمالي الاعتداءات على الجيش في سيناء إلى 74 حادثاً، منذ شباط 2011 الذي شهد إطاحة الرئيس الأسبق، حسني مبارك إثر ثورة شعبية، حتى الآن. وبينما تتهم السطات بصورة مباشرة أو غير مباشرة جماعة «الإخوان المسلمين»، بالمسؤولية عن التفجيرات التي تشهدها سيناء، تبين الأرقام أن هذه العمليات وقعت في عهد أربع إدارات مختلفة للبلاد منذ إطاحة مبارك.
وتعاقبت على مصر 4 إدارات منذ إطاحة مبارك، هي المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي شهد عهده 7 عمليات إرهابية، أدت إلى سقوط 11 قتيلا و 30 مصابا، ثم انخفض عدد العمليات في عهد الرئيس المعزول، محمد مرسي إلى خمس عمليات، لكنها أدت إلى عدد أكبر في القتلى مقارنة بالمجلس العسكري، إذ وصل إلى 21 قتيلا، إضافة إلى 9 مصابين، وحادثة اختطاف 7 من الجنود. وخلال عهد الرئيس المؤقت عدلي منصور وقع 26 حادثا، أدت الى 78 قتيلا، و162 مصابا. ومنذ تولي عبد الفتاح السيسي الحكم في حزيران من العام الماضي، وقعت 36 عملية أدت إلى 148 قتيلا و163 مصابا، كانت هجمات الأربعاء أبرزها، ما يرفع عدد القتلى الإجمالي إلى 258 من غير الأهالي أو حصيلة المسلحين.