ردّت وزارة الأمن الإسرائيلية ببيان شديد اللهجة على كلام الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أكد أن «الجيش والاستخبارات الإسرائيلية يعترفان بأنه لم يعد لدى إيران القدرة على إنتاج أسلحة نووية»، بعد تنفيذ الاتفاق النووي بينها وبين «الدول العظمى». وأوضح البيان أن «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعتقد أن للاتفاقات قيمة، ولكن فقط إذا كانت ترتكز على واقع قائم، ولا يعود لها قيمة إذا ما كانت الوقائع عكس ما استند إليه الاتفاق».وقارن بيان وزارة الأمن الاتفاق مع طهران باتفاق ميونيخ مع ألمانيا النازية، الذي «لم يمنع نشوب الحرب العالمية الثانية، ولا حدوث الهولوكوست»، مشيراً إلى أن السبب وراء ذلك، كان أن «الفرضية التي استند إليها أنه يمكن ألمانيا النازية أن تكون شريكة في أي اتفاق ما، وهي فرضية كانت خاطئة. وبسبب أن قادة العالم آنذاك تجاهلوا الأمور الواضحة عن هتلر بقية القادة النازيين». وأضاف البيان الإسرائيلي أنّ «هذه الأمور صحيحة أيضاً إزاء إيران»، وأرجع بيان وزارة الأمن إلى أنّ الجمهورية الإسلامية «تعلن صراحةً أن هدفها إزالة إسرائيل من الوجود، وتقرير وزارة الخارجية الأميركية هذه السنة، أكد أن إيران تحتل المرتبة الأولى في رعاية الإرهاب العالمي». وعلى هذه الخلفية، تابع البيان قائلاً إن «المنظومة الأمنية، كما كل شعب إسرائيل، والكثيرون في العالم، يدركون أن اتفاقات من هذا النوع الذي وُقِّع بين الدول العظمى وإيران، ليست فقط غير مجدية، بل مضرّة أيضاً بالكفاح الذي لا هوادة فيه، والذي ينبغي اعتماده ضد دولة إرهابية مثل إيران».
وفي أعقاب صدور البيان، الذي وُصّف في إسرائيل أنه شديد اللهجة وخارج سياق «اللياقة الدبلوماسية» بين الحلفاء، صدر عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بيان توضيحي حاول التخفيف من الوطأة منعاً للتداعيات السلبية، مع التشديد على «الثوابت الاسرائيلية» حيال الاتفاق النووي مع إيران. وبحسب مكتب نتنياهو فإن «موقف إسرائيل بشأن الاتفاق مع إيران ما زال على حاله، إلا أنّ نتنياهو يعتقد بقوة أن إسرائيل ليس لديها أفضل حليف من الولايات المتحدة». وأضاف «الان من المهم لاولئك الذين رفضوا أو أيدوا (الاتفاق النووي) أن يتعاونوا لتحقيق ثلاثة أهداف: التأكد من إيران لا تنتهك بنود الاتفاق؛ ومواحهة العدوان الإقليمي لإيران وتفكيك شبكة الارهاب العالمية التابعة لها». وبحسب البيان «يتوقع رئيس الوزراء أن تتحول هذه الاهداف إلى سياسات مشتركة وأن يستمر تعزيز التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة مع الرئيس أوباما ومع الإدارة الأميركية المقبلة».
وكان الرئيس الأميركي قد تطرق خلال مؤتمر صحفي عقده في البنتاغون، إلى الانتقادات التي وُجِّهَت إلى الاتفاق النووي بالقول إنه يُنفَّذ كما خُطِّط له. وأضاف أن إسرائيل نفسها تدرك أن إيران التزمت بتعهداتها التي قدمتها في الاتفاق. ورأى أيضاً أنّ «الاتفاق يعمل، وفق كل المفاهيم، كما قلنا». وذكّر بالموقف الإسرائيلي في هذه المسألة بالقول «إنّه بُثَّت قصص رعب بأن إيران ستحصل على 150 مليار دولار لتمويل الإرهاب، وهذا الأمر لم يحدث، والدولة التي عارضت بشدة الاتفاق تدرك أنّ الاتفاق غيَّر قواعد اللعبة، وأنّه لم يعد لدى إيران القدرة على إنتاج أسلحة نووية».
(الأخبار)