لقي مقتل تسعة إسرائيليين، خلال الهجمات الدموية في الهند، أصداءً واسعة واستياءً في المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية، عملت في مقابله المؤسسة الرسمية على احتوائه كي لا يؤثر في العلاقات والتعاون بين الدولتين
علي حيدر
وعد رئيس الحكومة الإسرائيليّة، ايهود اولمرت، أمس بأن تدافع إسرائيل عن المؤسسات اليهودية في «جميع أنحاء العالم» بعد الهجمات الدموية في مومباي، حيث قتل تسعة إسرائيليين. وأضاف، في بداية جلسة مجلس الوزراء، إن «إسرائيل تفعل وستفعل كل ما هو ضروري في جميع أنحاء العالم للدفاع عن المؤسسات اليهودية بقدر ما يتعلق الأمر بها».
وأكد اولمرت، خلال الاجتماع، أنه «لم يطرح قطّ» تدخلاً عسكرياً إسرائيلياً لتحرير الرهائن في الهند، في إشارة إلى معلومات صحافية إسرائيلية أكدت أن الهند رفضت عرضاً إسرائيلياً بتقديم مساعدة.
ورأى اولمرت أن العامل الذي «حفّز هؤلاء الإرهابيين على هذه الأعمال المرعبة هو كراهية اليهود والإسرائيليين». كما أثنى على «الأصدقاء» في نيودلهي ومومباي، وشكر السلطات الهندية على تعاونها، وعلى التقارير المتواصلة التي أرسلتها إلى تل أبيب لمتابعة مجرى الأحداث، وعلى «قلقها على الرهائن اليهود والإسرائيليين».
في المقابل، رأى الملحق الدبلوماسي في السفارة الإسرائيلية في نيودلهي، يلي بلوتسركوبسكي، أن «الفشل في تحرير الرهائن الإسرائيليين يؤكد ضرورة أن تجري عمليات مواجهة الإرهاب بالتنسيق بين جميع الدول المعنية».
وسعت السفارة الإسرائيلية في الهند إلى احتواء «التوتر» بدعوة الإسرائيليين إلى تخفيف حدة الانتقادات الموجهة إلى السلطات الهندية باعتبار أن من شأن ذلك «تهديد المصالح الاستراتيجية المهمة والمشتركة بين الدولتين».
بدوره، وجه الرئيس شمعون بيريز رسائل تعزية إلى عائلات القتلى الإسرائيليين، موضحاً أن «العبرة هي أنه لا يوجد مكان محصن»، وأن «المشكلة عالمية». وأضاف «نحن نستطيع المساعدة فقط إذا طلبت الدولة ذلك».
وفي السياق، قالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، خلال جلسة الحكومة، إن «الوزارة تعمل بناءً على توجيهاتها في ترتيب إحضار المربّية الهندية التي أنقذت موشيه، ابن مدير مركز حاباد اليهودي الحاخام هولتسبرغ، الذي قتل وزوجته خلال العملية، إلى إسرائيل».
ورفضت وزارة الخارجية، رفضاً مطلقاً، الانتقادات التي وجهتها وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أداء القوات الهندية في مركز حاباد في مومباي. وأوضحت أن «العلاقات بين إسرائيل والهند مبنية على تفاهمات عميقة ومشتركة». وقال المتحدث باسم الوزارة، يوسي ليفي، إنه «من اللحظة الأولى، بادر الهنود إلى التعاون مع إسرائيل على أعلى المستويات، سواء بالمعلومات الاستخبارية أو بأي مساعدة طلبتها إسرائيل». وأضاف إن تل أبيب «مقتنعة بأن القوات الهندية فعلت كل ما في وسعها من أجل منع إصابة المخطوفين والمدنيين خلال اقتحام مركز حاباد».
إلى ذلك، بلورت الأجهزة الأمنية في إسرائيل قراراً برفع مستوى الاستعدادات في الممثليات الإسرائيلية في العالم وتعزيزها بقوات حماية إضافية.
وكانت العمليات في مومباي قد احتلت صدارة كل الصحف الإسرائيلية واهتمامها أمس. ولقي مقتل مدير المركز اليهودي في مومباي، الحاخام غابريال هولتسبرغ وزوجته، أصداءً واسعة لدى الرأي العام الإسرائيلي.
وفيما رأى الدكتور يورام شفيتسر، من مركز دراسات الأمن القومي، أن التعاون الأمني المكشوف بين تل أبيب ونيودلهي وفّر الحوافز لتنفيذ عمليات في الهند ضد مصالح إسرائيلية ويهودية، أكد عاموس هرئيل في «هآرتس» أن «أحداث مومباي أثبتت أن الكلمة الأخيرة ستكون للتعاون الدولي في الحرب على الإرهاب العالمي».