ملفّات عديدة تطرّق إليها أمين سر حركة «فتح»، الأسير لدى إسرائيل، مروان البرغوثي، بمناسبة الذكرى السابعة لاعتقاله، بدا فيها متشائماً من تحقيق عملية السلام وحل الدولتين في ظل حكومة يمينية ليس لديها النية لتحقيق ذلكأعلن أمين سر حركة «فتح»، الأسير لدى إسرائيل، مروان البرغوثي، في مقابلة مع عدد من الصحف الفلسطينية بمناسبة مرور سبع سنوات على اعتقاله، أن «الفلسطينيين ليس لديهم شريك في عملية السلام الحالية في حكومة يسيطر عليها إلى حد كبير الجناح اليميني»، مضيفاً أنه «لا مستقبل لعملية السلام»، متوقعاً «المزيد من الاعتداءات وتشديد الحصار وتوسيع الاستيطان والاعتقال والقتل».
وقال البرغوثي إن «نتائج الانتخابات هي تعبير عن حقيقة المجتمع الإسرائيلي المتطرف والعنصري»، وكأنه أراد الانطلاق من هذه الطبيعة للقول إنه لا سلام في ظل «عدم وجود شريك في حل الدولتين، إضافة إلى غياب الإرادة السياسية في إسرائيل لتحقيق السلام».
وفي ما يتعلق بدور الرئيس الأميركي باراك أوباما، وإصراره على التوصل إلى اتفاق سلام، قال البرغوثي إن «الانحياز الأميركي لإسرائيل وللسياسة الإسرائيلية أكبر من أن يؤثّر فيه أي رئيس أميركي تأثيراً حقيقياً». ورغم سعادته بمدلول انتخاب أول رئيس أسود للولايات المتحدة، إلا أنه قال إن «المطلوب من الولايات المتحدة ممارسة ضغط صريح وواضح لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان، وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة». وأشار إلى أنه «حتى الآن، لم نلمس أي خطوة عملية من الولايات المتحدة».
وإلى الانقسام الفلسطيني وحوار القاهرة، شدّد البرغوثي على ضرورة إنهاء حالة الانقسام السياسي على الساحة الفلسطينية، قائلاً إن «إخفاق الفصائل في اتفاق شامل حتى الآن غير مفهوم أو مبرّر ويدعو للغضب». وأوضح أن «وثيقة الوفاق الوطني لا تزال صالحة كبرنامج وطني جامع»، مطالباً «بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وتطويرها، لا بإنشاء بديل لها».
أما الحل برأي البرغوثي، فيتمثل من خلال «التمسك بوثيقة الوفاق الوطني، وإعادة تأليف حكومة وحدة وطنية تعكس نتائج الانتخابات التشريعية في توزيع المقاعد، وتقوم بمهمة إعادة إعمار لقطاع غزة وتوحيد الأجهزة المدنية والأمنية في الضفة والقطاع، وتعدّ للانتخابات التشريعية والرئاسية قبل الخامس والعشرين من كانون الثاني من العام المقبل». أما بالنسبة إلى المقاومة، فرأى أنه «يجب أن تكون من اختصاص منظمة التحرير». وفي رده على سؤال عن مدى تأثير الانقسام على حل الدولتين، قال البرغوثي إن «استمرار الانقسام سيقود إلى مزيد من التعثر للمشروع الوطني ولمزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة، ولن تكون هناك دولة فلسطينية كاملة السيادة إلا في حال إنهاء الانقسام».
وانتقل البرغوثي إلى ملف تبادل الأسرى الذي فشل، وعلّق بعد تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ليعلن ثقته الكبيرة بـ«اتمام صفقة تبادل معتقلين فلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط»، مضيفاً «نحن على ثقة بأن الصفقة ستتم وتكون بإذن الله مشرّفة ونوعية جداً».
وقال البرغوثي إن «صفقة تبادل الأسرى لم تفشل، وأنا أشد على أيدي الفصائل الآسرة للجندي والوفد المفاوض في حماس، بشأن الصفقة وإصرارهم على تحرير جميع الأسرى في القائمة التي قدموها، وتمسكهم بالإفراج عن 450 أسيراً من ذوي الأحكام العالية».
وفي ما يتعلق بداخل حركة «فتح»، عوّل البرغوثي على مؤتمر فتح السادس «لفرز قيادة فتحاوية جديدة وشابّة، من شأنها أن تعيد للحركة هيبتها ومكانتها، وتنهي الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية».
(الأخبار)